التخطي إلى المحتوى الرئيسي
من خلال تتبع الدراسات والبحوث ، وأيضاً أدبيات التربويين حول إعداد المعلم منذ نهاية سبعينيات القرن الماضى وجد أن هناك توجه حول التركيز المهارى والأداء التدريسى للمعلمين ، وذلك على عكس ما كان شائعاً من قبل فى برامج التدريب من تركز على الجانب المعرفى فقط .
ونظراً لأن البحث الحالى يركز على تنمية الجانبين المعرفى والمهارى فى إعداد معلم اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية . فإنه سوف يتم تناول الأداء التدريسى بالتحليل من خلال :
1-مفهوم الأداء التدريسى :
    يختلف مفهوم الأداء التدريسى بحسب اختلاف وجهة النظر إليه على أنه أداء يقوم به المعلم فقط أو أداء يشترك فيه المعلم والتلميذ .
فيعرفه(المفتى 1991 ) بأنه:"الممارسات التى تؤدى فى أثناء عملية التعلم داخل حجرة الدراسة بقصد التأثير المباشر فى أداء التلميذ ؛ لتعديله ، وبالتالى تيسر حدوث التعلم ".(محمد المفتى 1991 :27)
  ويعرفه البعض: " بأنه مجموع العمليات والإجراءات والأساليب التى يقوم بها المعلم فى أثناء التدريس ، وهى تشكل فى مجموعها نمطاً مميزاً لسلوك المعلم فى التدريس ".(أحمد اللقانى وعلى الجمل  1996 :24)
  ويذهب (مصطفى رسلان 1995) إلى أن الأداء التدريسى هو:" السلوك الذى يقوم به المعلم فى أثناء التدريس ، وهذا يشمل أداءه العقلى داخل الموقف التعليمى ، وما قام به من إعداد لهذا الموقف " .(مصطفى رسلان  1995: 244 )
أما (أحمد زكى صالح 1999 )فيعرفه بأنه: " مجموعة من الاستجابات التى يأتى بها الفرد فى موقف معين ، وتكون قابلة للملاحظة والقياس وفق معايير سبق تحديدها " وبذلك يكون(الأداء هو ما يقاس من السلوك ) .(أحمد زكى صالح 1999 : 11)
وبعد عرض التعريفات السابقة فإنه يلاحظ الآتى :
  • تركز بعض هذه التعريفات على أداء المعلم دون التلاميذ
  • يركز بعضها على أداء المعلم ويغفل الأنشطة التربوية وتنوع استراتيجيات التدريس .
  • تغفل بعض هذه التعريفات تحديد كيفية ملاحظة هذا الأداء وكيفية قياسه .
ومن ثم يمكن تعريفه فى البحث الحالى:أعلى مستوى من الأداءات المخططة والمنظمة للطالبة معلمى اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية داخل صفوف المرحلة الابتدائية أثناء شرحها دروس اللغة العربية بالتربية العملية.
2 -  أهمية الأداء التدريسى :
تنبع أهمية الأداء التدريسى من خلال حجم التأثير الذى يحدثه التدريس فى أداء المهارات ، حيث إن الموقف التعليمى يتكون من ثلاثة عناصر رئيسة بينها تفاعل متبادل فى صورة تأثير وتأثر هى ( المعلم – المنهج – التلميذ ) وكلما ارتقى أداء المعلم ارتفع مستوى أداء تلاميذه .
3- الأسس التى يقوم عليها الأداء التدريسى الجيد :
ينبغى أن يعتمد التدريس الجيد على أسس علمية يلتزم بها حتى يحقق الأهداف المحددة له سلفاً .مثل النشاط الذاتى والمشاركة الإيجابية للمتعلم ، والتى من خلالها قد يقوم بالبحث مستخدماً مجموعة من الأنشطة والعمليات العلمية ؛ كالملاحظة ووضع الفروض ، والقياس ، وقراءة البيانات والاستنتاجات وغيرها ؛ مما يمكنه من التوصل إلى المعلومات المطلوبة بنفسه ، وتحت إشراف المعلم وتوجيهه وتقويمه .
من ناحية أخرى يرى البعض (1994 )أن التدريس الجيد هو " الذى يعكس براعة المعلم فى عرض مادته ، وتعضيد العلاقات الشخصية بين التلاميذ وبينه ، وخلق الإثارة العقلية لدى المتعلمين وعقد الصلة الإيجابية معهم وتنمية أنماط العواطف والعلاقات التى تثير دافعيتهم ، لبذل أقصى الأداء " .
(حسن شحاته ، ومحبات أبو عميرة 1994 :70)
 4- أساليب قياس وتقويم الأداء التدريسى :
يقصد بتقويم الأداء التدريسى : تقويم آداء المعلم داخل الفصل، وبيان مدى إتقانه واستخدامه لمهارات التدريس اللازمة لنجاحه فى عملية التدريس من استراتيجيات وأساليب تدريسية وأنشطة متعددة، ومدى قدرته على إدارة الفصل، والقيام بكافة الأنشطة التربوية.
وقد حددت الأبحاث والدراسات السابقة وأيضاً الأدبيات فى هذا المجال عدة أهداف لتقويم الأداء التدريسى: تزويد المعلمين بتغذية راجعة حول أدائهم التدريسى لأغراض التقويم والتوجيه الذاتى نحو تعديل الأهداف التدريسية، ومحتوى التدريس، استراتيجيات التدريس وغيرها من عناصر منظومة التدريس، وليكون لدى المعلم وعياً كاملاً بكفايته ومستواه المهنى، لكى يبذل جهوده ويعمل على تطوير ذاته وتنمية مستواه المهنى .
§ تزويد القائمين على العملية التعليمية بتغذية راجعة عن كفاية المعلم فى وظيفته وذلك بغرض تعديل مناهج إعداد المعلمين، ووضع برامج التدريب أثناء الخدمة لتلافى النقص فى الإعداد.
§   تحديد المعلمين غير الفعالين تدريسيا بغرض تحسين مستواهم ورفع كفايتهم.
§   التعرف على مستويات التلاميذ فى إطار الأهداف التى يرجى تحقيقها.
§ اتخاذ القرارات الإدارية المناسبة الخاصة بأعمال الترقية والمكافأة أو النقل، وغير ذلك مما فيه صالح العمل.(حسن زيتون1999: 478)و(عبد الكريم الخياط،عبد الرحيم ذياب1996 :33)
5-أساليب تقويم أداء المعلمين :
هناك عدة أساليب للتقويم تنتمى إلى اتجاهات ثلاثة رئيسة هى :
(1) تقويم أداء المعلم بناءاً على مخرجات التعليم : ويركز هذا الاتجاه على معيار الإنتاجية حيث يرى فى تعلم التلاميذ مؤشراً صادقاً لأداء المعلمين .
(2) تقويم أداء المعلم بناء على سلوك المعلم : ويركز هذا الاتجاه على ملاحظة المهارات التدريسية التى يقوم بها المعلم داخل الفصل ويتم القياس فى هذه الحالة ببطاقة الملاحظة .
(3) تقويم أداء المعلم بناءً على سلوك المتعلم: ويهتم هذا الاتجاه بمدى قدرة المعلم على تهيئة البيئة التعليمية التى تتيح للمتعلم وتساعده على اكتساب الخبرات والمعارف والمهارات التى تظهر نتائجها على سلوك التلاميذ من خلال ممارسة الأنشطة التعليمية . (عبد الله الكندرى  1994 :126)
وهناك أساليب أخرى أشار إليها أحد الباحثين وهى :
·         تقويم المعلم فى ضوء أراء التوجيه الفنى، وهو السائد غالباً .
·         تقويم أداء المعلم عن طريق أخذ آراء تلاميذه، وهو فعال إذا تم ضبطه جيداً.
·         التقويم الذاتى للمعلم عن طريق مراجعته لأدائه وتعديل سلوكه التدريسى فى ضوء ما يكتسبه من معلومات وتوجيه .
·    تقويم المعلم عن طريق أخذ آراء زملائه فيه، ويكون هذا الأسلوب من خلال تقديم استبانة إلى الزملاء المعلمين بقصد التعرف على أحكامهم تجاه مستوى زميلهم، ولكن قد يتدخل فى هذا الأسلوب العوامل الذاتية وعدم الموضوعية . (جوزيف ومان 1989 :231-232)
وهناك رأى آخر يرى أن تقويم الأداء التدريسى للمعلم يعتمد على ثلاثة معايير هى :
(1) معيار المعرفة : ويتضمن الحقائق والمبادئ ، والتصميمات والمفاهيم المتوقع توافرها لدى المعلم .
    ولتقويم هذا الجانب فى البحث الحالى يتم تطبيق اختيار تحصيلى فى الجوانب المعرفية المرتبطة بتنمية مهارات التدريس من خلال اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية .
2) معيار الأداء : وهو سلوك المعلم التدريس داخل الفصل، ولتقويم هذا الجانب فى البحث الحالى يتم تطبيق بطاقة ملاحظة الأداءات التدريسية لمعلم اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية.
(3) معيار النتائج أو المخرجات :وهذا المعيار يرتبط بمدى ما يحققه المعلم فى نمو تلاميذه. (عبد المؤمن محمد عبده 1991 :7)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنماط الادارة المدرسية وصفات القائد والمدير الناجح

أنماط الإدارة المدرسية يختلف مديرو المدارس في إداراتهم فهم لا يسيرون على نمط واحد وأسلوب مماثل ويعود ذلك للفروق الفردية واختلاف مفهوم تلك الأنماط من مدير لآخر وكم نحن في أمس الحاجة إلى فهم عميق وتبصر وإدراك لأسس هذه الأنماط وألوانها السلوكية لمواجهة المواقف التربوية وتحقيق أهداف العملية التعليمية والتربوية ونحن في هذه العجالة سوف نلقي الضوء على أهم الأسس التي تقوم عليها تلك الأنماط تاركين التوسع في الألوان السلوكية لبحثنا القادم وثيق الصلة بهذا الجانب ومن تلك الأنماط . 1- النمط الأوتوقراطي{التسلطي} {الاستبدادي} ويقوم على الأسس التالية: تدرج السلطة من أعلى إلى أسفل دون إبداء الرأي. لا يحترم شخصيات التلاميذ والمدرسين ويستخدمون كوسائل لبلوغ غايات. يضع في ذهنه صورة عن مدرسته لا يحيد عنها ويظهر الود لمن يتفق وسلوكه والجفوة وعدم الرضا لمن يخالفه. الإدارة المدرسية في نظره إصدار قرارات وتعليمات. يهتم بتلقين التلاميذ المواد الدراسية ويهمل مجالات الأنشطة التربوية. يعتقد مدير المدرسة أن من واجبة تقرير مايجب أن يعمل في المدرسة. قبوله للنقد والتوجيه على مضض واجتماع...

دوائر التعلم

لقد حضرت أمس واول أمس ورشة عمل حول تكوين دوائر تعلم بين المعلمين والهدف منه إنشاء مثل هذه الدوائر نقل الخبرات بين المعلمين سواء مدرسي المادة الواحدة أو بين معلمي المدرسة أو المدارس المجاورة بصفة عامة ومن ثم يؤدي ذلك إلى تفعيل عملية التدريس والتعليم والتعلم بين الطلاب وإيجاد تنمية مهنية حقيقية بين المعلمين حتى يستفيد الطالب من ذلك حيث أنه يعد المستفيد والشريك الأساسي وقدأدهشني هذا المصطلح ( دوائر التعلم ) حيث أسمعه لأول مرة فبحثت كعادتي حول هذه التعريف لتعدد المصادر لدي فوجدت أن مصطلح دوائر التعلم المقصود بها في الأساس هو الطالب وليس المعلم ولكن القائمين على التدريب وظفوا المفهوم للمعلمين لزيادة فاعلية المعلم وقرأت لكم هذا البحث المقدم لتعريف دوائر التعلم: تعد دورة التعلم إحدى النماذج التي انبثقت من النظرية البنائية؛ وهي تستند في تدريس المفاهيم إلى نظرية بياجيه في النمو المعرفي، لاسيما في التوظيف العقلي للمعرفة في مجال التدريس، ويرى أصحاب هذا النموذج أن هناك معيارين لتدريس المفاهيم وفهمها يتعلق أولّهما بالبناء المفاهيمي للمتعلم نفسه، ويتعلق ثانيهما بالاستخدام الاجتماعي المناسب لتطب...

الأمن والسلامة المدرسية -صيانة المبنىالمدرسي -سجلات شئون الطلبة.-

الأمن والسلامة المدرسية العنصر : الإجراءات العامة الخطوات الإجرائية لتحقيق العنصر الإجراءات العامة: 1. تذكر أن الوقاية خير من العلاج. 2. أسرع في إطفاء النيران فور اندلاعها . 3. اختر وسيلة الإطفاء الملائمة، فالخشب والورق والملابس تختلف عن الزيوت والشحوم والبويات، وهما يختلفان عن الأجهزة والمعدات الكهربائية. 4. اكشف باستمرار على مواطن الخطر واتخذ وسائل الوقاية اللازمة. 5. تعرف على مصادر الحوادث والأخطار. 6. قف في مكان بين موقع النار وطريق الخروج حتى يمكن الانسحاب من المكان في حالة العجز عن الاستمرار في مكافحة الحريق. 7. لا تخاطر بإضافة مادة كيميائية على أخرى إلا إذا كنت تعرف تمام المعرفة تفاعلات المواد المضافة بعضها على بعض حتى لا يحدث انفجار أو اشتعال أو إطلاق أبخرة سامة. 8. اخبر الآخرين عن مدى سمية المواد الكيميائية المستعملة في المختبرات. 9. خزن المواد الكيميائية السامة والخطرة في أماكن معينة بعيداً عن متناول الأشخاص الذين ليس لديهم خبرة كافية بمدى خطورة هذه المواد. 10. وفر على عبوات المواد الكيميائية التعليمات الضرورية اللازمة لاستعمالها ، ووضح مدى خطورتها ، فمثلاً يكتب على عبوة معدن...