معوقات التفكير
لا ينفصل التفكير عن الذكاء ة الإبداع بل هذه هي قدرات متداخلة و بالتالي فقد يفسر
أحداهما بالآخر و التفكير أمر مألوف لدى الناس يمارسه كثير منهم و مع ذلك فهو من أكثر
المفاهيم وأشدها استعصاء على التعريف و يشتمل التفكير الجانب النقدي و الجانب
الإبداعي من الدماغ أي أنها تشمل المنطق و توليد الأفكار .
و التفكير في معناه العام هو ( البحث عن المعنى سواْ أكان هذا المعنى موجوداً بالفعل
ونحاول العثور عليه و الكشف عنه أو استخلاص المعنى من أمور لا يبدو فيها المعنى ظاهراً
و نحن اللذين نستخلصه أو نعيد تشكيله من متفرقات موجودة )
فالتفكير هو الوظيفة الذهنية التي يصنع بها الفرد المعنى مستخلصاً إياه من الخبرة .
و يمكن صياغة تعريف للتفكير :
عملية يمارس فيها الفرد الانخراط في إجراءات من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ
عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمسة .
و التفكير بمعناه الواسع عملية بحث عن معنى في الموقف أو الخبرة و قد يكون هذا المعنى
ظاهراً حيناً و غامضاً حيناً آخر وقد يتطلب التوصل إليه تأملاً و إمعان نظر في مكونات الموقف أو الخبرة التي يمر بها الفرد .
إن التفكير مفهوم معقد ينطوي على إبعاد و مكونات متشابكة تعكس الطبيعة المعقدة للدماغ البشري .
الدماغ البشري :
عند الولادة يحتوى مابين ( 100 , 200 ) بليون خلية عصبية .
كل 100 إلف خلية منها حجم رأس الدبوس .
الوصلات العصبية بين هذه الخلايا ( 10 الآلف ميل في الانش المكعب .
وزن الدماغ حوالي ( 2 % ) من وزن المخ . ويصل إلى ( 140 )غم في سن الرشد إلا انه يستخدم ( 20 % ) من كامل الطاقة التي يصرفها جسم الإنسان .
يولد الدماغ ( واط ) من الطاقة في حالة الوعي .و تنتقل المعلومات فيه بسرعة ( 250 ميل في الساعة و تعبر الدماغ بين جانبي الدماغ الأيمن و الأيسر .
إن التفكير مفهوم معقد يتألف من ثلاثة مكونات هي :
أ ـ عمليات معرفية معقدة ( حل المشكلات ) و أقل تعقيداً كالاستيعاب و( الاستدلال ) و عمليات توجيه و تحكم فوق معرفية
ب ـ معرفه خاصة بمحتوى المادة و الموضوع
مهارات التفكير
مفهوم التفكير :
عملية كلية نقوم عن طريقها بمعالجة عقلية للمدخلات الحسية و المعلومات المسترجعة لتكوين الأفكار أو استدلالها أو الحكم عليها وهي عملية غير مفهومة تماما وتتضمن :
1 ـ الإدراك .
2 ـ الخبرة السابقة .
3 ـ المعالجة الواعية .
4 ـ الاحتضان و الحدس .
وعن طريق هذا تكتسب الخبرة معنى .
مفهوم مهارات التفكير :
عمليات محددة نمارسها و نستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات مثل :
1 ـ مهارات تحديد المشكلة .
2 ـ إيجاد الافتراضات غير المذكورة .
3 ـ تقيّم قوة الدليل و الادعاء .
لتوضيح الفرق مفهوم التفكير بين مفهوم مهارات التفكير نذكر المثال الآتي :
نعقد مقارنة بين التفكير و ( مهارة الخياطة ) أو أي أداء حاذق
عملية خياطة الملابس تتألف من مهارات محددة مثل :
الرسم على الباترون و القص وتحديد المسافات و أشكال القصة .كل هذه الإعمال تحدد
مستوى جودة الخياطة .
فالتفكير يتألف من مهارات متعددة تسهم كل منها في إجادة فاعلية عملية التفكير .
و كما أن الخياطة يتطلب التكامل بين مهارات معينة ضمن إستراتيجية كلية في موقف مع
لتحقيق هدف .
يتطلب التفكير تكاملاً بين مهارات معينة من إستراتيجية كلية في موقف معين لتحقيق هدف
ما .
يتفق معظم الناس على أن التعليم من أجل التفكير أو تعليم مهارات التفكير هدف مهم
للتربية , وأن المدارس يجب أن تفعل كل ما تستطيع من اجل توفير فرص التفكير لطلابها و
أن المعلمين يدفعوا الطلاب للتقدم و النجاح , و أن كثيرين منهم يعتبرون مهمة تطوير قدرة
كل طالب على التفكير هدفا تربوياً يضعونه في مقدمة أولوياتهم , و عند صياغتهم لأهدافهم
التعليمية تجدهم يعبرون عن آمالهم و توقعاتهم في تنمي استعدادات طلبتهم كي يصبحوا
قادرين على التعامل مع مشكلات الحياة المعقدة حاضرا و مستقبلا . و لكن الفرق بين ما
نقول إننا نريد تحقيقه في تعليمنا و بين النتاجات الفعلية لهذا التعليم كما تعكسها خبرات
طلبتنا في مختلف المراحل الدراسية كبير للغاية . و تشير البيانات و الوقائع إننا نخرج إعداد
هائلة من الطلبة الذين تتجلى خبراتهم بصورة أساسية في تذكر استدعاء المعلومات , بينما
يفتقرون بشكل ملحوظ إلى القدرة على استخدام تلك المعلومات في التواصل إلى اختيارات
أو بدائل أو قرارات مستنيرة .
أن التصلب في الرأي حتى لو كان الرأي خطأ أو واهناً لا يستند إلى حجة أو منطق ’ والإلحاح
على إعطاء إجابات سهلة لأسئلة معقدة و السعي وراء حالة اليقين و الإجابة القاطعة , و
العجز عن التعامل مع مشكلات جديدة , هي في واقع الأمر نتاجات نظام تربوي لا يوفر
خبرات كافية في التفكير .
يشبه الباحث ستيوارت مكلير التفكير بعملية التنفس للإنسان , و كما أن التنفس عملية
لازمة لحياة الإنسان , فان التفكير أشبه ما يكون بنشاط طبيعي لا غنى عنه للإنسان في
حياته اليومية ..
و يبدو أن التعلم الفعال لمهارات التفكير حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى , لأن العالم
أكثر تعقيدا نتيجة . التحديات التي تفرضها تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات في شتى
مناحي حياة الإنسان و ربما كان النجاح في مواجهة هذه التحديات لا يعتمد على الكم
المعرفي بقدر ما يعتمد على كيفية استخدام المعرفة وتطبيقاتها . ويضاف إلى ذلك أن
المعارف و المهارات التي يكتسبها الفرد خلال التحاقه بالمدرسة و الجامعة لم تعد كافية
لضمان مستقبل مهني زاهر
( 3 )
هناك عدة أسباب تحتم على مدارسنا و جامعتنا الاهتمام المستمر بتوفير
الفرص الملائمة لتطوير و تحسين مهارات التفكير منها :
أولاً : التفكير ضرورة حيوية للإيمان و اكتشاف نواميس الحياة :
ليس هناك شك في إعمال العقل و التفكير و التدبر في ما خلق الله و التبصر بحقائق الوجود
هي من الأمور التي عظمها الدين الإسلامي , لأنها وسائل الإنسان من اجل اكتشاف سنن
الكون و نواميس الطبيعية و فهمها و تطويعها لسعادته , كما أنها وسائله في الاستدلال
على وجود الخالق و عظمته و توحيده , في استخلاص الدروس و العبر من التاريخ .
ثانياً : التفكير الحاذق لا ينمو تلقائياً :
التفكير الحاذق الفعال ليس نتاجاً عرضياً للخبرة ولا نتاجاً أوتوماتيكي لدراسة موضوع دراسي بعينه .
و لتوضيح ذلك هناك نوعين من التفكير :
1 ـ التفكير اليومي الذي يكتسبه الإنسان بصورة طبيعية و يشبهه الباحث ديفي
( بالقدرة على المشي )
2 ـ التفكير الحاذق الذي يتطلب تعليماً هادفاً و مران مستمر حتى يمكن أن يبلغ أقصى مدى
له .و يشبهه الباحث نفسه ( بالقدرة على تسلق الجبال أو رمي القرص ) و هذه جميعاً
اداءات فنية قوامها الصنعة و المران بالإضافة إلى القدرة الطبيعية .
ثالثاً : دور التفكير في النجاح الدراسي :
يلعب التفكير دوراً حيوياً في نجاح الأفراد و تقدمهم داخل المؤسسة التعليمية و خارجها ,
لأن اداءاتهم في المهمات الأكاديمية التعليمية و الاختبارات المدرسية و المواقف الحياتية
أثناء الدراسة و بعد إنهائها هي نتاجات تفكيرهم و بموجبها يتحدد مدى نجاحهم و إخفاقهم .
رابعاً : التفكير قوة متجددة لبقاء الفرد و المجتمع معا في عالم اليوم و الغد :
يشهد العالم تغيرات في مختلف جوانب الحياة الإنسانية , و أهم من ذلك ما يحدث من
تغيرات في بلد ما يؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على مجرى الحياة و الأحداث في
البلدان الأخرى . لقد أصبحنا نعيش في عالم صغير , وعليه فإن تعليم مهارات التفكير هو
بمثابة تزويد الفرد بالأدوات التي يحتاجها حتى يتمكن من التعامل بفعالية من أي نوع
المعلومات أو المتغيرات التي يأتي بها المستقبل و من هنا يكتسب التعليم من اجل التفكير
و تعليم مهارات التفكير أهمية متزايدة كحاجة لنجاح الفرد و تطور المجتمع .
رابعاً : تعليم مهارات التفكير يفيد المعلمين و المدارس معاً :
يحمل المعلمون عادة طلبتهم مسئولية التقصير في تعليم الدروس و الإخفاق في
الامتحانات المدرسية و الامتحانات العامة التي تعقد في نهاية المراحل المدرسية و غالباً ما
يشكو القائمون على إدارة المدارس من عدم قيام كل من المعلمين و الطلبة بواجباتهم المدرسية على الوجه الصحيح .
مما يلفت النظر أن معظم الأطفال في سن ما قبل المدرسة يظهرون حماساً
شديداً للذهاب للمدرسة , ثم يأخذ الحماس بالتدني بعد دخولهم المدرسة سنة بعد
أخرى حتى يصبح الذهاب إلى المدرسة أشبه بعمل روتيني يخلو من الإثارة و
المرح . إن تعليم مهارات التفكير و التعليم من اجل التفكير يرفعان من درجة الإثارة و
الجذب للخبرات الصفية , ويجعلان دور الطلبة ايجابياً و فاعلا , ينعكس بصورة عديدة
من بينها : تحسن مستوى تحصيلهم في الامتحانات المدرسية , و تحقيق الأهداف
التعليمية التي يتحمل المعلمون و المدارس مسؤوليتها , و محصلة هذا كله تعود
بالنفع على المعلم و المدرسة و المجتمع .
هل يمكن تعليم مهارات التفكير :
هناك اتفاق يكاد يكون عاما بين الباحثين الذين تعرضوا في كتابتهم لموضوع التفكير على أن
مهارات التفكير و تهيئة الفرص أمران في غاية الأهمية , أن تعليم مهارات التفكير ينبغي أن
يكون هدفاً رئساٍ لمؤسسات التربية و التعليم و يشير الباحث كرتشفيلد إلى أن مهارات
التفكير العليا يمكن أن تتحسن بالتدريب . ويضيف الباحث أن إهمال تعليم التفكير يعود إلى
وجود افتراضين غير مستندين إلى قاعدة علمية سليمة :
أ ـ مهارات التفكير لا يمكن تعلمها .
ب ـ عدم وجود حاجة لتعليم مهارات التفكير .
ينظر ديبونو للتفكير على أنه مهارة يمكن أن تتحسن بالتدريب و المراس و يرى أن مهارة
التفكير لا تختلف عن أي مهارة أخرى و يشبه التفكير بمهارة قيادة السيارة و عن طريقه
يعمل الذكاء و يؤثر خبرات الإنسان , كما تعمل قوة محرك السيارة عن طريق المهارة في قيادتها .
و يرى ستيرنبرج أن الذكاء عبارة عن مجموعة من مهارات التفكير و التعلم التي تستخدمها
في حل مشكلات الحياة اليومية , كما أن تستخدم في المجال الأكاديمي , وأن هذه
المهارات يمكن تشخصيها و تعلمها .
لا ينفصل التفكير عن الذكاء ة الإبداع بل هذه هي قدرات متداخلة و بالتالي فقد يفسر
أحداهما بالآخر و التفكير أمر مألوف لدى الناس يمارسه كثير منهم و مع ذلك فهو من أكثر
المفاهيم وأشدها استعصاء على التعريف و يشتمل التفكير الجانب النقدي و الجانب
الإبداعي من الدماغ أي أنها تشمل المنطق و توليد الأفكار .
و التفكير في معناه العام هو ( البحث عن المعنى سواْ أكان هذا المعنى موجوداً بالفعل
ونحاول العثور عليه و الكشف عنه أو استخلاص المعنى من أمور لا يبدو فيها المعنى ظاهراً
و نحن اللذين نستخلصه أو نعيد تشكيله من متفرقات موجودة )
فالتفكير هو الوظيفة الذهنية التي يصنع بها الفرد المعنى مستخلصاً إياه من الخبرة .
و يمكن صياغة تعريف للتفكير :
عملية يمارس فيها الفرد الانخراط في إجراءات من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ
عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمسة .
و التفكير بمعناه الواسع عملية بحث عن معنى في الموقف أو الخبرة و قد يكون هذا المعنى
ظاهراً حيناً و غامضاً حيناً آخر وقد يتطلب التوصل إليه تأملاً و إمعان نظر في مكونات الموقف أو الخبرة التي يمر بها الفرد .
إن التفكير مفهوم معقد ينطوي على إبعاد و مكونات متشابكة تعكس الطبيعة المعقدة للدماغ البشري .
الدماغ البشري :
عند الولادة يحتوى مابين ( 100 , 200 ) بليون خلية عصبية .
كل 100 إلف خلية منها حجم رأس الدبوس .
الوصلات العصبية بين هذه الخلايا ( 10 الآلف ميل في الانش المكعب .
وزن الدماغ حوالي ( 2 % ) من وزن المخ . ويصل إلى ( 140 )غم في سن الرشد إلا انه يستخدم ( 20 % ) من كامل الطاقة التي يصرفها جسم الإنسان .
يولد الدماغ ( واط ) من الطاقة في حالة الوعي .و تنتقل المعلومات فيه بسرعة ( 250 ميل في الساعة و تعبر الدماغ بين جانبي الدماغ الأيمن و الأيسر .
إن التفكير مفهوم معقد يتألف من ثلاثة مكونات هي :
أ ـ عمليات معرفية معقدة ( حل المشكلات ) و أقل تعقيداً كالاستيعاب و( الاستدلال ) و عمليات توجيه و تحكم فوق معرفية
ب ـ معرفه خاصة بمحتوى المادة و الموضوع
عناصرتعليم التفكير
يشبه الباحث ستيوارت مكلير التفكير بعملية التنفس للإنسان , و كما أن التنفس عملية
لازمة لحياة الإنسان , فان التفكير أشبه ما يكون بنشاط طبيعي لا غنى عنه للإنسان في
حياته اليومية ..
و يبدو أن التعلم الفعال لمهارات التفكير حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى , لأن العالم
أكثر تعقيدا نتيجة . التحديات التي تفرضها تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات في شتى
مناحي حياة الإنسان و ربما كان النجاح في مواجهة هذه التحديات لا يعتمد على الكم
المعرفي بقدر ما يعتمد على كيفية استخدام المعرفة وتطبيقاتها . ويضاف إلى ذلك أن
المعارف و المهارات التي يكتسبها الفرد خلال التحاقه بالمدرسة و الجامعة لم تعد كافية
لضمان مستقبل مهني زاهر
( 3 )
هناك عدة أسباب تحتم على مدارسنا و جامعتنا الاهتمام المستمر بتوفير
الفرص الملائمة لتطوير و تحسين مهارات التفكير منها :
أولاً : التفكير ضرورة حيوية للإيمان و اكتشاف نواميس الحياة :
ليس هناك شك في إعمال العقل و التفكير و التدبر في ما خلق الله و التبصر بحقائق الوجود
هي من الأمور التي عظمها الدين الإسلامي , لأنها وسائل الإنسان من اجل اكتشاف سنن
الكون و نواميس الطبيعية و فهمها و تطويعها لسعادته , كما أنها وسائله في الاستدلال
على وجود الخالق و عظمته و توحيده , في استخلاص الدروس و العبر من التاريخ .
ثانياً : التفكير الحاذق لا ينمو تلقائياً :
التفكير الحاذق الفعال ليس نتاجاً عرضياً للخبرة ولا نتاجاً أوتوماتيكي لدراسة موضوع دراسي بعينه .
و لتوضيح ذلك هناك نوعين من التفكير :
1 ـ التفكير اليومي الذي يكتسبه الإنسان بصورة طبيعية و يشبهه الباحث ديفي
( بالقدرة على المشي )
2 ـ التفكير الحاذق الذي يتطلب تعليماً هادفاً و مران مستمر حتى يمكن أن يبلغ أقصى مدى
له .و يشبهه الباحث نفسه ( بالقدرة على تسلق الجبال أو رمي القرص ) و هذه جميعاً
اداءات فنية قوامها الصنعة و المران بالإضافة إلى القدرة الطبيعية .
ثالثاً : دور التفكير في النجاح الدراسي :
يلعب التفكير دوراً حيوياً في نجاح الأفراد و تقدمهم داخل المؤسسة التعليمية و خارجها ,
لأن اداءاتهم في المهمات الأكاديمية التعليمية و الاختبارات المدرسية و المواقف الحياتية
أثناء الدراسة و بعد إنهائها هي نتاجات تفكيرهم و بموجبها يتحدد مدى نجاحهم و إخفاقهم .
رابعاً : التفكير قوة متجددة لبقاء الفرد و المجتمع معا في عالم اليوم و الغد :
يشهد العالم تغيرات في مختلف جوانب الحياة الإنسانية , و أهم من ذلك ما يحدث من
تغيرات في بلد ما يؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على مجرى الحياة و الأحداث في
البلدان الأخرى . لقد أصبحنا نعيش في عالم صغير , وعليه فإن تعليم مهارات التفكير هو
بمثابة تزويد الفرد بالأدوات التي يحتاجها حتى يتمكن من التعامل بفعالية من أي نوع
المعلومات أو المتغيرات التي يأتي بها المستقبل و من هنا يكتسب التعليم من اجل التفكير
و تعليم مهارات التفكير أهمية متزايدة كحاجة لنجاح الفرد و تطور المجتمع .
رابعاً : تعليم مهارات التفكير يفيد المعلمين و المدارس معاً :
يحمل المعلمون عادة طلبتهم مسئولية التقصير في تعليم الدروس و الإخفاق في
الامتحانات المدرسية و الامتحانات العامة التي تعقد في نهاية المراحل المدرسية و غالباً ما
يشكو القائمون على إدارة المدارس من عدم قيام كل من المعلمين و الطلبة بواجباتهم المدرسية على الوجه الصحيح .
)
مما يلفت النظر أن معظم الأطفال في سن ما قبل المدرسة يظهرون حماساً
شديداً للذهاب للمدرسة , ثم يأخذ الحماس بالتدني بعد دخولهم المدرسة سنة بعد
أخرى حتى يصبح الذهاب إلى المدرسة أشبه بعمل روتيني يخلو من الإثارة و
المرح . إن تعليم مهارات التفكير و التعليم من اجل التفكير يرفعان من درجة الإثارة و
الجذب للخبرات الصفية , ويجعلان دور الطلبة ايجابياً و فاعلا , ينعكس بصورة عديدة
من بينها : تحسن مستوى تحصيلهم في الامتحانات المدرسية , و تحقيق الأهداف
التعليمية التي يتحمل المعلمون و المدارس مسؤوليتها , و محصلة هذا كله تعود
بالنفع على المعلم و المدرسة و المجتمع .
هل يمكن تعليم مهارات التفكير :
هناك اتفاق يكاد يكون عاما بين الباحثين الذين تعرضوا في كتابتهم لموضوع التفكير على أن
مهارات التفكير و تهيئة الفرص أمران في غاية الأهمية , أن تعليم مهارات التفكير ينبغي أن
يكون هدفاً رئساٍ لمؤسسات التربية و التعليم و يشير الباحث كرتشفيلد إلى أن مهارات
التفكير العليا يمكن أن تتحسن بالتدريب . ويضيف الباحث أن إهمال تعليم التفكير يعود إلى
وجود افتراضين غير مستندين إلى قاعدة علمية سليمة :
أ ـ مهارات التفكير لا يمكن تعلمها .
ب ـ عدم وجود حاجة لتعليم مهارات التفكير .
ينظر ديبونو للتفكير على أنه مهارة يمكن أن تتحسن بالتدريب و المراس و يرى أن مهارة
التفكير لا تختلف عن أي مهارة أخرى و يشبه التفكير بمهارة قيادة السيارة و عن طريقه
يعمل الذكاء و يؤثر خبرات الإنسان , كما تعمل قوة محرك السيارة عن طريق المهارة في قيادتها .
و يرى ستيرنبرج أن الذكاء عبارة عن مجموعة من مهارات التفكير و التعلم التي تستخدمها
في حل مشكلات الحياة اليومية , كما أن تستخدم في المجال الأكاديمي , وأن هذه
المهارات يمكن تشخصيها و تعلمها .
مهارات التفكير:
أولاً مهارة التسلسل :
تعريف مهارة التتابع :هي مهارة تستخدم من أجل ترتيب الحوادث أو الفقرات أو الأشياء بطريقة منظمة و دقيقة .
أهمية تدريس مهارة التسلسل :
تعمل هذه المهارة تسهيل عملية التسلسل , و أنها تساعد على الاحتفاظ بالمعلومات و إعادة تذكرها بسرعة .
أهداف تدريس مهارة التسلسل :
تعمل مهارة التسلسل على تحقيق العديد من الأهداف التربوية المنشودة مثل :
ـ ترتيب التلاميذ الحوادث .
ـ ترتيب المصطلحات بنمط تنظيمي معين .
خطوات مهارة التسلسل :
تتلخص أهم مهارة التسلسل :
ـ فحص الحوادث أو الأشياء أو المواقف أو الأسماء التي تتطلب التسلسل في عرضها أو توضيحها أو فهمها .
ـ ملاحظة العلاقات بين هذه الأمور من حيث الحجم أو الشكل و القيمة و الدقة .
ـ اختيار العلاقة المناسبة من اجل استخدام مهارة التسلسل .
ـ العمل على ترتيب الحوادث أو الأشياء أو الفقرات في ضوء العلاقة التي تم اختيارها .
ـ الحكم على تنفيذ المهارة و مدى فعاليتها و ذلك في ضوء ما تم إنجازه و ما لم يتم إنجازه بطريقة جديدة .
خلفية معرفية عن مهارة التسلسل :
هذه المهارة تمكن الطالبة أن يفكروا في أمور و أشياء و مفاهيم و أرقام و أحداث و أسماء و
العمل على ترتيبها بشكل متتابع زمنياً من حيث الأقدم فالأحداث و بشكل مكاني من حيث
الأقرب فالأبعد و بشكل تركيبي من حيث الأسهل فمتوسط الصعوبة فالأصعب و بشكل
توضيحي من حيث الملموس فالمجرد , و بشكل استقرائي من حيث الانتقال من الخاص
إلى العام و بشكل مفهومي من حيث الانتقال من المعلوم إلى المجهول .
ثانياً مهارة المرونة :
هي المهارة التي يتم من خلالها فعل الأشياء أو فهمها بطرق مختلفة .
أشكال المرونة :
1 ـ المرونة التلقائية : قدرة الفرد السريعة على أنتاج أكبر عدد ممكن من أنواع مختلفة من الاتجاهات و الأفكار التي ترتبط بمشكلة ما .
2 ـ المرونة التكيفية :
هي قدرة الفرد على تغير الوجهة الذهنية في مواجهة المشكلة وضع الحلول لها .
3 ـ المرونة كسر الروتين :
هي إعادة التعريف أو التخلي عن مفهوم ما أو علاقة قديمة معينة .
أهمية تدريس مهارة المرونة :
تتمثل أهمية تدريس هذه المهارة في زيادة الخيارات عن طريق التحرك إلى ما هو أبعد من
النصائح التقليدية , و السماح للطلبة بالإطلاع على وجهات النظر الأخرى و زيادة الأنشطة
الإبداعية , و زيادة قدرة الطلبة على تغير اتجاه فكرهم من وقت لأخر .
أهداف تدريس مهارة المرونة :
تستطيع الطالبة القيام بالأنشطة و القراءات المطلوبة .
تستطيع الطالبة أن تنظر إلى ما هو أبعد من الحل الأولي .
خطوات مهارة المرونة:
ـ جمع الاستجابات التي تمت بعد عملية العصف الذهني و التي دارت حول فكرة معينة
ـ تصنيف الاستجابات و ترميزها من أجل تحديد أي نمط من التفكير يمكن استخدامه .
ـ تشجيع المتعلمين على سؤال أنفسهم ثلاث أسئلة :
أ ـ ما تم إنجازه من أنشطة و أعمال .
ب ـ ما الذي لم يتم إنجازه .
ج ـ كيف يمكن أن تقوم بالعمل نفسه بطرق جديدة
ثالثاً مهارة التصنيف:
هي مهارة عقلية التي تستخدم لتجميع الأشياء على أساس خصائصها أو صفاتها ضمن مجموعات أو فئات .
أهمية تدريس مهارة التصنيف :
هذه المهارة تساعد الطالبات على تنظيم البيئة التي يعيشون فيها و تأسيس علاقات كثيرة
ذات معنى , و أنها تعمل على تسهيل عملية تخزين المعلومات و استرجاعها و الوصول إلى
تعميمات , و أنها تساعد الطالبات على فهم طبيعة الأشياء و عناصرها و خصائصها , كما أنها
تساعد كثيراً في مجال تنمية المفاهيم أو تطويرها .
أهداف تدريس مهارة التصنيف :
أن يقارن الطالب المجموعات حسب خصائصها أو صفاتها .
أن يلاحظ الطالب خصائص أو صفات المجموعات .
خطوات مهارة التصنيف :
تتلخص مهارة التصنيف في الآتي :
ـ ملاحظة المجموعات المختلفة للأشياء المحيطة بنا .
ـ تجميع الأمور أو الأشياء ضمن مجموعات بناءاً على خصائصها العامة و الحرجة .
ـ تسمية المجوعات أو ترميزها من أجل تعريفها .
ـ ربط الخصائص الحرجة للمجموعات مع بعضها .
خلفية معرفية عن مهارة التصنيف :
تساعد مهارة التصنيف المتعلمين على تصنيف الأشياء من حولهم , كما تساعدهم في تذكر
المعلومات التي تعلموها فهي تشكل في الواقع أداة يستخدمها الطلبة و تعطيهم و جهة
نظر أخرى .
رابعاً مهارة الملاحظة :
هي مهارة فكرية التي تستخدم من أجل اكتساب المعلومات عن الأشياء أو القضايا أو
الأحداث أو أنماط السلوك و ذلك باستخدام الحواس الخمسة المختلفة .
أهمية تدريس مهارة الملاحظة :
تعود أهمية تدريس مهارة الملاحظة أنها تعمل على تحقيق أسلوب التعلم النشط , و أن
المعلومات التي يتم الحصول عليها بواسطة الملاحظة الفاعلة تشكل الأساس السليم
للكثير من مهارات التفكير الأخرى , و أنه عندما يعمل الطالب على استخدام مهارة الملاحظة
بفاعلية كبيرة فأنه يستطيع الحصول على معلومات أفضل من الناحية الكيفية و أكثر من
الناحية الكمية .
أهداف تدريس مهارة الملاحظة:
ـ تحديد الخصائص و أنماط السلوك .
ـ مساعدة التلاميذ في جمع المعلومات و البيانات من البيئة المحيطة بهم .
ـ العمل على تطبيق مهارة الملاحظة النشطة ميدانياً ثم الحكم على مدى فعاليتها .
خطوات مهارة الملاحظة:
ـ تحديد الشيء أو الأمر أو الحدث أو السلوك أو الشخص المراد ملاحظته .
ـ الإلمام أو التعرف على شيء أو الحدث أو الشخص المراد ملاحظته .
ـ الأخذ بالحسبان أي نوع من التحيز الذي يؤثر على الملاحظين .
ـ النظر بعمق إلى الشيء أو الحدث أو نمط السلوك المراد ملاحظته , و العمل على تحديد
التفصيلات الدقيقة له .
ـ المراجعة الفورية , فبعد ملاحظة السلوك أو الحدث أو الشيء فأنه لابد للملاحظ من
تسجيل المعلومات الناجمة عن الملاحظة بوسائل شتى يراها ملائمة مثل الكتابة أو الحديث
أو غيرها من الوسائل , وبعد ذلك يمكن إجراء مناقشة مع شخص آخر أو مجموعة كانت
تشارك في عملية الملاحظة من أجل تقييم المعلومات أو تصويبها .
المعلومات التي تعلموها فهي تشكل في الواقع أداة يستخدمها الطلبة و تعطيهم و جهة
نظر أخرى .
خلفية معرفية عن مهارة الملاحظة :
من أنه من الضروري تزويد الطالبات بفرص عديدة و متنوعة تساعدهم في تعلم الأشياء
القابلة للملاحظة , وكيف يمكن تطوير أسلوب ملاحظات دقيق . و هنا فأن الملاحظة يجب
يجب أن تتدرج من السهل إلى الصعب و من العلوم إلى المجهول .
ويركز العقل البشري على التوقعات و التغيرات و الخصائص أكثر من تركيزه على الخلفية و
التفاصيل . ومع ذلك فأنه من الضروري الاهتمام و إعادة التركيز على العديد من المواقف الصعبة .
خامساً مهارة المقارنة :
هي المهارة التي تستخدم لفحص شيئين أو فكرتين أو موقفين لاكتشاف أوجه الشبه و نقاط الاختلاف .
و يعرفونها الطلبة : أنها تلك المهارة التي تبحث عن الطرق التي تكون فيها الأشياء متشابهة و مختلفة .
أهمية تدريس مهارة المقارنة :
مهارة المقارنة ضرورية من أجل التفاعل مع البيئة كما أن إيجاد نقاط الشبه و و أوجه الاختلاف يساعد الطلبة على تنظيم معلوماتهم الجديدة و القديمة في آن واحد .
أهداف مهارة المقارنة :
1 ـ يستطيع الطالب أن يميز بين أوجه الشبه و نقاط الاختلاف بين الأشياء أو الأفكار و المفاهيم .
2 ـ يطبق الطالب خطوات المهارة بدقة عالية .
3 ـ يستطيع الطالب أن يحكم على مدى نجاح المهارة من خلال تطبيقها مرات عديدة .
خطوات مهارة المقارنة :
1 ـ فحص أو اختبار الخصائص أو الصفات ذات الصلة بشيئين أو فكرتين أو مفهومين .
2 ـ عمل قائمة بالاختلاف أو الفروق بين الموضوعات مطروحة للدراسة .
3 ـ عمل قائم أخرى بأوجه الشبه بين هذه الموضوعات.
4 ـ العمل على تلخيص أوجه الشبه و نقاط الاختلاف السابقة .
سادساً مهارة التفاصيل :
هي المهارة التي تستخدم من أجل تجميل الفكرة أو العملية العقلية و زخرفتها ثم المبالغة في تفصيل الفكرة البسيطة أو الاستجابة العادية و جعلها أكثر فائدة و ذلك عن طريق التعبير عن معناها بإسهاب .
أما تعريف المهارة من قبل الطلبة :
إضافة تفصيلات جديدة للفكرة أو الأفكار المطروحة .
أهمية تدريس مهارة التفاصيل :
تعتبر مهارة التفاصيل إلى كونها عنصراً من عناصر التفكير الإبداعي التي تمكن الطلبة من تحسين أو تطوير أو إعادة صياغة أو تنظيم أو إعادة ترتيب الأفكار فهذه المهارة تسمح للمتعلمين بإضافة المزيد من المعلومات التفصيلية .
خطوات تطبيق هذه المهارة :
1 ـ اختيار عنصر أو شيء محدد من أجل زيادة توضيحه أو التوسع فيه .
قد يكون هذا العنصر ( مفهوم , جهاز , تصميم , رسم توضيحي , مشكلة من المشكلات) .
أهداف تدريس هذه المهارة :
1 ـ يكون الطالب قادراً أن يفصل أو يوضح الإجابات .
2 ـ يطبق المهارة بشكل سليم في مختلف مجالات المنهج
سابعاً مهارة علاقة الجزء بالكل :
تستخدم هذه المهارة لتحديد العلاقات السببية بين الحوادث المختلفة .
أهمية المهارة :
تتمثل في قدرة الطلبة على تحديد علاقات الجزء بالكل من عملية صنع القرار , أو عملية الفهم أو الاستيعاب , أو عملية الفرضيات , أو عملية تحديد النتائج و التوابع , أو عملية حل المشكلات , أو عملية حل المشكلات , أو عملية البحث العلمي .
أهداف تدريس هذه المهارة :
1 ـ أن يصبح الطالب قادراً أن يحدد علاقة الجزء بالكل . من بين المواد المكتوبة أو المسموعة أو المرئية .
2 ـ علاقات الجزء بالكل في الحوادث الطبيعية المختلفة و الخبرات التي يمر بها في الحياة اليومية .
3 ـ تطبيق المهارة بدقة عالية .
ثامناً مهارة الاتصال :
هي المهارة الفكرية التي تستخدم من أجل الوصول بفعالية إلى المعلومات ذات الصلة بالسؤال أو المشكلة
أهمية تدريس هذه المهارة :
تتمثل أهمية تدريس هذه المهارة في أن الانفجار المعلوماتي الهائل يجعل من الضروري على الطلبة أن يتعلموا كيفية الوصول إليها عن طريق مصادرها المتنوعة من أجل مساعدتهم في التعامل مع البيئية المحيطة بهم و لدعم نوعية أنشطتهم و ظروف حياتهم اليومية .
أهداف تدريس مهارة الاتصال :
الوصول إلى المعلومات إلى تحقيقها إذا ما طبقها المعلم بنجاح في قدرة الطالب على استرجاع المعلومات أو الوصول إليها بكفاءة عالية , و تطبيق هذه المهارة عند الحاجة .
خطوات مهارة الاتصال :
1 ـ تحديد المعلومات المطلوبة أو الضرورية .
2 ـ ربط المعلومات بالمعارف السابقة للطلبة .
3 ـ تحديد الكلمات الرئيسية
4 ـ إجراء العصف الذهني حول المصادر المحتلمة للمعلومات .
5 ـ اختيار أنسب مصادر المعلومات .
خلفية معرفية عن مهارة الاتصال :
يحتاج الطلبة لهذه المهارة هذه الأيام ولا سيما من أجل قيامهم بالأبحاث و المشاريع الفردية
التي تحتاج إلى المعلومات ذات العلاقة .
كيف تواجه التحديات؟
أ ـ حاذر من الإيحاءات السلبية .
ـ لا تقل الكلمات لنفسك : ( أنا طاقتي محدودة , أنا لا يمكن أن أغير الواقع ) .
ب ـ عالج نفسك بنفسك : أسال نفسك ( ما هي طاقتي أو ميولي ) .
ج ـ تعلم أساليب قتل ألأفكار كي تتجنبها ( لماذا التغير ؟ إن كل شيء على ما يرام ) .
د ـ عود نفسك أن تساهم بفكرة و أن كانت صغيرة .
هـ ـ درب نفسك على تحريك خيالك باستمرار ( ما أهم القرارات التي ستقوم بها ) .
و ـ لا تحرم نفسك لذة التفكير ( هل يمكن أن تغير أنماط التفكير ) , (لأي حد تستطيع أن تطوع عقلك ) .
لا ينفصل التفكير عن الذكاء ة الإبداع بل هذه هي قدرات متداخلة و بالتالي فقد يفسر
أحداهما بالآخر و التفكير أمر مألوف لدى الناس يمارسه كثير منهم و مع ذلك فهو من أكثر
المفاهيم وأشدها استعصاء على التعريف و يشتمل التفكير الجانب النقدي و الجانب
الإبداعي من الدماغ أي أنها تشمل المنطق و توليد الأفكار .
و التفكير في معناه العام هو ( البحث عن المعنى سواْ أكان هذا المعنى موجوداً بالفعل
ونحاول العثور عليه و الكشف عنه أو استخلاص المعنى من أمور لا يبدو فيها المعنى ظاهراً
و نحن اللذين نستخلصه أو نعيد تشكيله من متفرقات موجودة )
فالتفكير هو الوظيفة الذهنية التي يصنع بها الفرد المعنى مستخلصاً إياه من الخبرة .
و يمكن صياغة تعريف للتفكير :
عملية يمارس فيها الفرد الانخراط في إجراءات من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ
عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمسة .
و التفكير بمعناه الواسع عملية بحث عن معنى في الموقف أو الخبرة و قد يكون هذا المعنى
ظاهراً حيناً و غامضاً حيناً آخر وقد يتطلب التوصل إليه تأملاً و إمعان نظر في مكونات الموقف أو الخبرة التي يمر بها الفرد .
إن التفكير مفهوم معقد ينطوي على إبعاد و مكونات متشابكة تعكس الطبيعة المعقدة للدماغ البشري .
الدماغ البشري :
عند الولادة يحتوى مابين ( 100 , 200 ) بليون خلية عصبية .
كل 100 إلف خلية منها حجم رأس الدبوس .
الوصلات العصبية بين هذه الخلايا ( 10 الآلف ميل في الانش المكعب .
وزن الدماغ حوالي ( 2 % ) من وزن المخ . ويصل إلى ( 140 )غم في سن الرشد إلا انه يستخدم ( 20 % ) من كامل الطاقة التي يصرفها جسم الإنسان .
يولد الدماغ ( واط ) من الطاقة في حالة الوعي .و تنتقل المعلومات فيه بسرعة ( 250 ميل في الساعة و تعبر الدماغ بين جانبي الدماغ الأيمن و الأيسر .
إن التفكير مفهوم معقد يتألف من ثلاثة مكونات هي :
أ ـ عمليات معرفية معقدة ( حل المشكلات ) و أقل تعقيداً كالاستيعاب و( الاستدلال ) و عمليات توجيه و تحكم فوق معرفية
ب ـ معرفه خاصة بمحتوى المادة و الموضوع
مهارات التفكير
مفهوم التفكير :
عملية كلية نقوم عن طريقها بمعالجة عقلية للمدخلات الحسية و المعلومات المسترجعة لتكوين الأفكار أو استدلالها أو الحكم عليها وهي عملية غير مفهومة تماما وتتضمن :
1 ـ الإدراك .
2 ـ الخبرة السابقة .
3 ـ المعالجة الواعية .
4 ـ الاحتضان و الحدس .
وعن طريق هذا تكتسب الخبرة معنى .
مفهوم مهارات التفكير :
عمليات محددة نمارسها و نستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات مثل :
1 ـ مهارات تحديد المشكلة .
2 ـ إيجاد الافتراضات غير المذكورة .
3 ـ تقيّم قوة الدليل و الادعاء .
لتوضيح الفرق مفهوم التفكير بين مفهوم مهارات التفكير نذكر المثال الآتي :
نعقد مقارنة بين التفكير و ( مهارة الخياطة ) أو أي أداء حاذق
عملية خياطة الملابس تتألف من مهارات محددة مثل :
الرسم على الباترون و القص وتحديد المسافات و أشكال القصة .كل هذه الإعمال تحدد
مستوى جودة الخياطة .
فالتفكير يتألف من مهارات متعددة تسهم كل منها في إجادة فاعلية عملية التفكير .
و كما أن الخياطة يتطلب التكامل بين مهارات معينة ضمن إستراتيجية كلية في موقف مع
لتحقيق هدف .
يتطلب التفكير تكاملاً بين مهارات معينة من إستراتيجية كلية في موقف معين لتحقيق هدف
ما .
يتفق معظم الناس على أن التعليم من أجل التفكير أو تعليم مهارات التفكير هدف مهم
للتربية , وأن المدارس يجب أن تفعل كل ما تستطيع من اجل توفير فرص التفكير لطلابها و
أن المعلمين يدفعوا الطلاب للتقدم و النجاح , و أن كثيرين منهم يعتبرون مهمة تطوير قدرة
كل طالب على التفكير هدفا تربوياً يضعونه في مقدمة أولوياتهم , و عند صياغتهم لأهدافهم
التعليمية تجدهم يعبرون عن آمالهم و توقعاتهم في تنمي استعدادات طلبتهم كي يصبحوا
قادرين على التعامل مع مشكلات الحياة المعقدة حاضرا و مستقبلا . و لكن الفرق بين ما
نقول إننا نريد تحقيقه في تعليمنا و بين النتاجات الفعلية لهذا التعليم كما تعكسها خبرات
طلبتنا في مختلف المراحل الدراسية كبير للغاية . و تشير البيانات و الوقائع إننا نخرج إعداد
هائلة من الطلبة الذين تتجلى خبراتهم بصورة أساسية في تذكر استدعاء المعلومات , بينما
يفتقرون بشكل ملحوظ إلى القدرة على استخدام تلك المعلومات في التواصل إلى اختيارات
أو بدائل أو قرارات مستنيرة .
أن التصلب في الرأي حتى لو كان الرأي خطأ أو واهناً لا يستند إلى حجة أو منطق ’ والإلحاح
على إعطاء إجابات سهلة لأسئلة معقدة و السعي وراء حالة اليقين و الإجابة القاطعة , و
العجز عن التعامل مع مشكلات جديدة , هي في واقع الأمر نتاجات نظام تربوي لا يوفر
خبرات كافية في التفكير .
يشبه الباحث ستيوارت مكلير التفكير بعملية التنفس للإنسان , و كما أن التنفس عملية
لازمة لحياة الإنسان , فان التفكير أشبه ما يكون بنشاط طبيعي لا غنى عنه للإنسان في
حياته اليومية ..
و يبدو أن التعلم الفعال لمهارات التفكير حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى , لأن العالم
أكثر تعقيدا نتيجة . التحديات التي تفرضها تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات في شتى
مناحي حياة الإنسان و ربما كان النجاح في مواجهة هذه التحديات لا يعتمد على الكم
المعرفي بقدر ما يعتمد على كيفية استخدام المعرفة وتطبيقاتها . ويضاف إلى ذلك أن
المعارف و المهارات التي يكتسبها الفرد خلال التحاقه بالمدرسة و الجامعة لم تعد كافية
لضمان مستقبل مهني زاهر
( 3 )
هناك عدة أسباب تحتم على مدارسنا و جامعتنا الاهتمام المستمر بتوفير
الفرص الملائمة لتطوير و تحسين مهارات التفكير منها :
أولاً : التفكير ضرورة حيوية للإيمان و اكتشاف نواميس الحياة :
ليس هناك شك في إعمال العقل و التفكير و التدبر في ما خلق الله و التبصر بحقائق الوجود
هي من الأمور التي عظمها الدين الإسلامي , لأنها وسائل الإنسان من اجل اكتشاف سنن
الكون و نواميس الطبيعية و فهمها و تطويعها لسعادته , كما أنها وسائله في الاستدلال
على وجود الخالق و عظمته و توحيده , في استخلاص الدروس و العبر من التاريخ .
ثانياً : التفكير الحاذق لا ينمو تلقائياً :
التفكير الحاذق الفعال ليس نتاجاً عرضياً للخبرة ولا نتاجاً أوتوماتيكي لدراسة موضوع دراسي بعينه .
و لتوضيح ذلك هناك نوعين من التفكير :
1 ـ التفكير اليومي الذي يكتسبه الإنسان بصورة طبيعية و يشبهه الباحث ديفي
( بالقدرة على المشي )
2 ـ التفكير الحاذق الذي يتطلب تعليماً هادفاً و مران مستمر حتى يمكن أن يبلغ أقصى مدى
له .و يشبهه الباحث نفسه ( بالقدرة على تسلق الجبال أو رمي القرص ) و هذه جميعاً
اداءات فنية قوامها الصنعة و المران بالإضافة إلى القدرة الطبيعية .
ثالثاً : دور التفكير في النجاح الدراسي :
يلعب التفكير دوراً حيوياً في نجاح الأفراد و تقدمهم داخل المؤسسة التعليمية و خارجها ,
لأن اداءاتهم في المهمات الأكاديمية التعليمية و الاختبارات المدرسية و المواقف الحياتية
أثناء الدراسة و بعد إنهائها هي نتاجات تفكيرهم و بموجبها يتحدد مدى نجاحهم و إخفاقهم .
رابعاً : التفكير قوة متجددة لبقاء الفرد و المجتمع معا في عالم اليوم و الغد :
يشهد العالم تغيرات في مختلف جوانب الحياة الإنسانية , و أهم من ذلك ما يحدث من
تغيرات في بلد ما يؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على مجرى الحياة و الأحداث في
البلدان الأخرى . لقد أصبحنا نعيش في عالم صغير , وعليه فإن تعليم مهارات التفكير هو
بمثابة تزويد الفرد بالأدوات التي يحتاجها حتى يتمكن من التعامل بفعالية من أي نوع
المعلومات أو المتغيرات التي يأتي بها المستقبل و من هنا يكتسب التعليم من اجل التفكير
و تعليم مهارات التفكير أهمية متزايدة كحاجة لنجاح الفرد و تطور المجتمع .
رابعاً : تعليم مهارات التفكير يفيد المعلمين و المدارس معاً :
يحمل المعلمون عادة طلبتهم مسئولية التقصير في تعليم الدروس و الإخفاق في
الامتحانات المدرسية و الامتحانات العامة التي تعقد في نهاية المراحل المدرسية و غالباً ما
يشكو القائمون على إدارة المدارس من عدم قيام كل من المعلمين و الطلبة بواجباتهم المدرسية على الوجه الصحيح .
مما يلفت النظر أن معظم الأطفال في سن ما قبل المدرسة يظهرون حماساً
شديداً للذهاب للمدرسة , ثم يأخذ الحماس بالتدني بعد دخولهم المدرسة سنة بعد
أخرى حتى يصبح الذهاب إلى المدرسة أشبه بعمل روتيني يخلو من الإثارة و
المرح . إن تعليم مهارات التفكير و التعليم من اجل التفكير يرفعان من درجة الإثارة و
الجذب للخبرات الصفية , ويجعلان دور الطلبة ايجابياً و فاعلا , ينعكس بصورة عديدة
من بينها : تحسن مستوى تحصيلهم في الامتحانات المدرسية , و تحقيق الأهداف
التعليمية التي يتحمل المعلمون و المدارس مسؤوليتها , و محصلة هذا كله تعود
بالنفع على المعلم و المدرسة و المجتمع .
هل يمكن تعليم مهارات التفكير :
هناك اتفاق يكاد يكون عاما بين الباحثين الذين تعرضوا في كتابتهم لموضوع التفكير على أن
مهارات التفكير و تهيئة الفرص أمران في غاية الأهمية , أن تعليم مهارات التفكير ينبغي أن
يكون هدفاً رئساٍ لمؤسسات التربية و التعليم و يشير الباحث كرتشفيلد إلى أن مهارات
التفكير العليا يمكن أن تتحسن بالتدريب . ويضيف الباحث أن إهمال تعليم التفكير يعود إلى
وجود افتراضين غير مستندين إلى قاعدة علمية سليمة :
أ ـ مهارات التفكير لا يمكن تعلمها .
ب ـ عدم وجود حاجة لتعليم مهارات التفكير .
ينظر ديبونو للتفكير على أنه مهارة يمكن أن تتحسن بالتدريب و المراس و يرى أن مهارة
التفكير لا تختلف عن أي مهارة أخرى و يشبه التفكير بمهارة قيادة السيارة و عن طريقه
يعمل الذكاء و يؤثر خبرات الإنسان , كما تعمل قوة محرك السيارة عن طريق المهارة في قيادتها .
و يرى ستيرنبرج أن الذكاء عبارة عن مجموعة من مهارات التفكير و التعلم التي تستخدمها
في حل مشكلات الحياة اليومية , كما أن تستخدم في المجال الأكاديمي , وأن هذه
المهارات يمكن تشخصيها و تعلمها .
لا ينفصل التفكير عن الذكاء ة الإبداع بل هذه هي قدرات متداخلة و بالتالي فقد يفسر
أحداهما بالآخر و التفكير أمر مألوف لدى الناس يمارسه كثير منهم و مع ذلك فهو من أكثر
المفاهيم وأشدها استعصاء على التعريف و يشتمل التفكير الجانب النقدي و الجانب
الإبداعي من الدماغ أي أنها تشمل المنطق و توليد الأفكار .
و التفكير في معناه العام هو ( البحث عن المعنى سواْ أكان هذا المعنى موجوداً بالفعل
ونحاول العثور عليه و الكشف عنه أو استخلاص المعنى من أمور لا يبدو فيها المعنى ظاهراً
و نحن اللذين نستخلصه أو نعيد تشكيله من متفرقات موجودة )
فالتفكير هو الوظيفة الذهنية التي يصنع بها الفرد المعنى مستخلصاً إياه من الخبرة .
و يمكن صياغة تعريف للتفكير :
عملية يمارس فيها الفرد الانخراط في إجراءات من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ
عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمسة .
و التفكير بمعناه الواسع عملية بحث عن معنى في الموقف أو الخبرة و قد يكون هذا المعنى
ظاهراً حيناً و غامضاً حيناً آخر وقد يتطلب التوصل إليه تأملاً و إمعان نظر في مكونات الموقف أو الخبرة التي يمر بها الفرد .
إن التفكير مفهوم معقد ينطوي على إبعاد و مكونات متشابكة تعكس الطبيعة المعقدة للدماغ البشري .
الدماغ البشري :
عند الولادة يحتوى مابين ( 100 , 200 ) بليون خلية عصبية .
كل 100 إلف خلية منها حجم رأس الدبوس .
الوصلات العصبية بين هذه الخلايا ( 10 الآلف ميل في الانش المكعب .
وزن الدماغ حوالي ( 2 % ) من وزن المخ . ويصل إلى ( 140 )غم في سن الرشد إلا انه يستخدم ( 20 % ) من كامل الطاقة التي يصرفها جسم الإنسان .
يولد الدماغ ( واط ) من الطاقة في حالة الوعي .و تنتقل المعلومات فيه بسرعة ( 250 ميل في الساعة و تعبر الدماغ بين جانبي الدماغ الأيمن و الأيسر .
إن التفكير مفهوم معقد يتألف من ثلاثة مكونات هي :
أ ـ عمليات معرفية معقدة ( حل المشكلات ) و أقل تعقيداً كالاستيعاب و( الاستدلال ) و عمليات توجيه و تحكم فوق معرفية
ب ـ معرفه خاصة بمحتوى المادة و الموضوع
عناصرتعليم التفكير
يشبه الباحث ستيوارت مكلير التفكير بعملية التنفس للإنسان , و كما أن التنفس عملية
لازمة لحياة الإنسان , فان التفكير أشبه ما يكون بنشاط طبيعي لا غنى عنه للإنسان في
حياته اليومية ..
و يبدو أن التعلم الفعال لمهارات التفكير حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى , لأن العالم
أكثر تعقيدا نتيجة . التحديات التي تفرضها تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات في شتى
مناحي حياة الإنسان و ربما كان النجاح في مواجهة هذه التحديات لا يعتمد على الكم
المعرفي بقدر ما يعتمد على كيفية استخدام المعرفة وتطبيقاتها . ويضاف إلى ذلك أن
المعارف و المهارات التي يكتسبها الفرد خلال التحاقه بالمدرسة و الجامعة لم تعد كافية
لضمان مستقبل مهني زاهر
( 3 )
هناك عدة أسباب تحتم على مدارسنا و جامعتنا الاهتمام المستمر بتوفير
الفرص الملائمة لتطوير و تحسين مهارات التفكير منها :
أولاً : التفكير ضرورة حيوية للإيمان و اكتشاف نواميس الحياة :
ليس هناك شك في إعمال العقل و التفكير و التدبر في ما خلق الله و التبصر بحقائق الوجود
هي من الأمور التي عظمها الدين الإسلامي , لأنها وسائل الإنسان من اجل اكتشاف سنن
الكون و نواميس الطبيعية و فهمها و تطويعها لسعادته , كما أنها وسائله في الاستدلال
على وجود الخالق و عظمته و توحيده , في استخلاص الدروس و العبر من التاريخ .
ثانياً : التفكير الحاذق لا ينمو تلقائياً :
التفكير الحاذق الفعال ليس نتاجاً عرضياً للخبرة ولا نتاجاً أوتوماتيكي لدراسة موضوع دراسي بعينه .
و لتوضيح ذلك هناك نوعين من التفكير :
1 ـ التفكير اليومي الذي يكتسبه الإنسان بصورة طبيعية و يشبهه الباحث ديفي
( بالقدرة على المشي )
2 ـ التفكير الحاذق الذي يتطلب تعليماً هادفاً و مران مستمر حتى يمكن أن يبلغ أقصى مدى
له .و يشبهه الباحث نفسه ( بالقدرة على تسلق الجبال أو رمي القرص ) و هذه جميعاً
اداءات فنية قوامها الصنعة و المران بالإضافة إلى القدرة الطبيعية .
ثالثاً : دور التفكير في النجاح الدراسي :
يلعب التفكير دوراً حيوياً في نجاح الأفراد و تقدمهم داخل المؤسسة التعليمية و خارجها ,
لأن اداءاتهم في المهمات الأكاديمية التعليمية و الاختبارات المدرسية و المواقف الحياتية
أثناء الدراسة و بعد إنهائها هي نتاجات تفكيرهم و بموجبها يتحدد مدى نجاحهم و إخفاقهم .
رابعاً : التفكير قوة متجددة لبقاء الفرد و المجتمع معا في عالم اليوم و الغد :
يشهد العالم تغيرات في مختلف جوانب الحياة الإنسانية , و أهم من ذلك ما يحدث من
تغيرات في بلد ما يؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على مجرى الحياة و الأحداث في
البلدان الأخرى . لقد أصبحنا نعيش في عالم صغير , وعليه فإن تعليم مهارات التفكير هو
بمثابة تزويد الفرد بالأدوات التي يحتاجها حتى يتمكن من التعامل بفعالية من أي نوع
المعلومات أو المتغيرات التي يأتي بها المستقبل و من هنا يكتسب التعليم من اجل التفكير
و تعليم مهارات التفكير أهمية متزايدة كحاجة لنجاح الفرد و تطور المجتمع .
رابعاً : تعليم مهارات التفكير يفيد المعلمين و المدارس معاً :
يحمل المعلمون عادة طلبتهم مسئولية التقصير في تعليم الدروس و الإخفاق في
الامتحانات المدرسية و الامتحانات العامة التي تعقد في نهاية المراحل المدرسية و غالباً ما
يشكو القائمون على إدارة المدارس من عدم قيام كل من المعلمين و الطلبة بواجباتهم المدرسية على الوجه الصحيح .
)
مما يلفت النظر أن معظم الأطفال في سن ما قبل المدرسة يظهرون حماساً
شديداً للذهاب للمدرسة , ثم يأخذ الحماس بالتدني بعد دخولهم المدرسة سنة بعد
أخرى حتى يصبح الذهاب إلى المدرسة أشبه بعمل روتيني يخلو من الإثارة و
المرح . إن تعليم مهارات التفكير و التعليم من اجل التفكير يرفعان من درجة الإثارة و
الجذب للخبرات الصفية , ويجعلان دور الطلبة ايجابياً و فاعلا , ينعكس بصورة عديدة
من بينها : تحسن مستوى تحصيلهم في الامتحانات المدرسية , و تحقيق الأهداف
التعليمية التي يتحمل المعلمون و المدارس مسؤوليتها , و محصلة هذا كله تعود
بالنفع على المعلم و المدرسة و المجتمع .
هل يمكن تعليم مهارات التفكير :
هناك اتفاق يكاد يكون عاما بين الباحثين الذين تعرضوا في كتابتهم لموضوع التفكير على أن
مهارات التفكير و تهيئة الفرص أمران في غاية الأهمية , أن تعليم مهارات التفكير ينبغي أن
يكون هدفاً رئساٍ لمؤسسات التربية و التعليم و يشير الباحث كرتشفيلد إلى أن مهارات
التفكير العليا يمكن أن تتحسن بالتدريب . ويضيف الباحث أن إهمال تعليم التفكير يعود إلى
وجود افتراضين غير مستندين إلى قاعدة علمية سليمة :
أ ـ مهارات التفكير لا يمكن تعلمها .
ب ـ عدم وجود حاجة لتعليم مهارات التفكير .
ينظر ديبونو للتفكير على أنه مهارة يمكن أن تتحسن بالتدريب و المراس و يرى أن مهارة
التفكير لا تختلف عن أي مهارة أخرى و يشبه التفكير بمهارة قيادة السيارة و عن طريقه
يعمل الذكاء و يؤثر خبرات الإنسان , كما تعمل قوة محرك السيارة عن طريق المهارة في قيادتها .
و يرى ستيرنبرج أن الذكاء عبارة عن مجموعة من مهارات التفكير و التعلم التي تستخدمها
في حل مشكلات الحياة اليومية , كما أن تستخدم في المجال الأكاديمي , وأن هذه
المهارات يمكن تشخصيها و تعلمها .
مهارات التفكير:
أولاً مهارة التسلسل :
تعريف مهارة التتابع :هي مهارة تستخدم من أجل ترتيب الحوادث أو الفقرات أو الأشياء بطريقة منظمة و دقيقة .
أهمية تدريس مهارة التسلسل :
تعمل هذه المهارة تسهيل عملية التسلسل , و أنها تساعد على الاحتفاظ بالمعلومات و إعادة تذكرها بسرعة .
أهداف تدريس مهارة التسلسل :
تعمل مهارة التسلسل على تحقيق العديد من الأهداف التربوية المنشودة مثل :
ـ ترتيب التلاميذ الحوادث .
ـ ترتيب المصطلحات بنمط تنظيمي معين .
خطوات مهارة التسلسل :
تتلخص أهم مهارة التسلسل :
ـ فحص الحوادث أو الأشياء أو المواقف أو الأسماء التي تتطلب التسلسل في عرضها أو توضيحها أو فهمها .
ـ ملاحظة العلاقات بين هذه الأمور من حيث الحجم أو الشكل و القيمة و الدقة .
ـ اختيار العلاقة المناسبة من اجل استخدام مهارة التسلسل .
ـ العمل على ترتيب الحوادث أو الأشياء أو الفقرات في ضوء العلاقة التي تم اختيارها .
ـ الحكم على تنفيذ المهارة و مدى فعاليتها و ذلك في ضوء ما تم إنجازه و ما لم يتم إنجازه بطريقة جديدة .
خلفية معرفية عن مهارة التسلسل :
هذه المهارة تمكن الطالبة أن يفكروا في أمور و أشياء و مفاهيم و أرقام و أحداث و أسماء و
العمل على ترتيبها بشكل متتابع زمنياً من حيث الأقدم فالأحداث و بشكل مكاني من حيث
الأقرب فالأبعد و بشكل تركيبي من حيث الأسهل فمتوسط الصعوبة فالأصعب و بشكل
توضيحي من حيث الملموس فالمجرد , و بشكل استقرائي من حيث الانتقال من الخاص
إلى العام و بشكل مفهومي من حيث الانتقال من المعلوم إلى المجهول .
ثانياً مهارة المرونة :
هي المهارة التي يتم من خلالها فعل الأشياء أو فهمها بطرق مختلفة .
أشكال المرونة :
1 ـ المرونة التلقائية : قدرة الفرد السريعة على أنتاج أكبر عدد ممكن من أنواع مختلفة من الاتجاهات و الأفكار التي ترتبط بمشكلة ما .
2 ـ المرونة التكيفية :
هي قدرة الفرد على تغير الوجهة الذهنية في مواجهة المشكلة وضع الحلول لها .
3 ـ المرونة كسر الروتين :
هي إعادة التعريف أو التخلي عن مفهوم ما أو علاقة قديمة معينة .
أهمية تدريس مهارة المرونة :
تتمثل أهمية تدريس هذه المهارة في زيادة الخيارات عن طريق التحرك إلى ما هو أبعد من
النصائح التقليدية , و السماح للطلبة بالإطلاع على وجهات النظر الأخرى و زيادة الأنشطة
الإبداعية , و زيادة قدرة الطلبة على تغير اتجاه فكرهم من وقت لأخر .
أهداف تدريس مهارة المرونة :
تستطيع الطالبة القيام بالأنشطة و القراءات المطلوبة .
تستطيع الطالبة أن تنظر إلى ما هو أبعد من الحل الأولي .
خطوات مهارة المرونة:
ـ جمع الاستجابات التي تمت بعد عملية العصف الذهني و التي دارت حول فكرة معينة
ـ تصنيف الاستجابات و ترميزها من أجل تحديد أي نمط من التفكير يمكن استخدامه .
ـ تشجيع المتعلمين على سؤال أنفسهم ثلاث أسئلة :
أ ـ ما تم إنجازه من أنشطة و أعمال .
ب ـ ما الذي لم يتم إنجازه .
ج ـ كيف يمكن أن تقوم بالعمل نفسه بطرق جديدة
ثالثاً مهارة التصنيف:
هي مهارة عقلية التي تستخدم لتجميع الأشياء على أساس خصائصها أو صفاتها ضمن مجموعات أو فئات .
أهمية تدريس مهارة التصنيف :
هذه المهارة تساعد الطالبات على تنظيم البيئة التي يعيشون فيها و تأسيس علاقات كثيرة
ذات معنى , و أنها تعمل على تسهيل عملية تخزين المعلومات و استرجاعها و الوصول إلى
تعميمات , و أنها تساعد الطالبات على فهم طبيعة الأشياء و عناصرها و خصائصها , كما أنها
تساعد كثيراً في مجال تنمية المفاهيم أو تطويرها .
أهداف تدريس مهارة التصنيف :
أن يقارن الطالب المجموعات حسب خصائصها أو صفاتها .
أن يلاحظ الطالب خصائص أو صفات المجموعات .
خطوات مهارة التصنيف :
تتلخص مهارة التصنيف في الآتي :
ـ ملاحظة المجموعات المختلفة للأشياء المحيطة بنا .
ـ تجميع الأمور أو الأشياء ضمن مجموعات بناءاً على خصائصها العامة و الحرجة .
ـ تسمية المجوعات أو ترميزها من أجل تعريفها .
ـ ربط الخصائص الحرجة للمجموعات مع بعضها .
خلفية معرفية عن مهارة التصنيف :
تساعد مهارة التصنيف المتعلمين على تصنيف الأشياء من حولهم , كما تساعدهم في تذكر
المعلومات التي تعلموها فهي تشكل في الواقع أداة يستخدمها الطلبة و تعطيهم و جهة
نظر أخرى .
رابعاً مهارة الملاحظة :
هي مهارة فكرية التي تستخدم من أجل اكتساب المعلومات عن الأشياء أو القضايا أو
الأحداث أو أنماط السلوك و ذلك باستخدام الحواس الخمسة المختلفة .
أهمية تدريس مهارة الملاحظة :
تعود أهمية تدريس مهارة الملاحظة أنها تعمل على تحقيق أسلوب التعلم النشط , و أن
المعلومات التي يتم الحصول عليها بواسطة الملاحظة الفاعلة تشكل الأساس السليم
للكثير من مهارات التفكير الأخرى , و أنه عندما يعمل الطالب على استخدام مهارة الملاحظة
بفاعلية كبيرة فأنه يستطيع الحصول على معلومات أفضل من الناحية الكيفية و أكثر من
الناحية الكمية .
أهداف تدريس مهارة الملاحظة:
ـ تحديد الخصائص و أنماط السلوك .
ـ مساعدة التلاميذ في جمع المعلومات و البيانات من البيئة المحيطة بهم .
ـ العمل على تطبيق مهارة الملاحظة النشطة ميدانياً ثم الحكم على مدى فعاليتها .
خطوات مهارة الملاحظة:
ـ تحديد الشيء أو الأمر أو الحدث أو السلوك أو الشخص المراد ملاحظته .
ـ الإلمام أو التعرف على شيء أو الحدث أو الشخص المراد ملاحظته .
ـ الأخذ بالحسبان أي نوع من التحيز الذي يؤثر على الملاحظين .
ـ النظر بعمق إلى الشيء أو الحدث أو نمط السلوك المراد ملاحظته , و العمل على تحديد
التفصيلات الدقيقة له .
ـ المراجعة الفورية , فبعد ملاحظة السلوك أو الحدث أو الشيء فأنه لابد للملاحظ من
تسجيل المعلومات الناجمة عن الملاحظة بوسائل شتى يراها ملائمة مثل الكتابة أو الحديث
أو غيرها من الوسائل , وبعد ذلك يمكن إجراء مناقشة مع شخص آخر أو مجموعة كانت
تشارك في عملية الملاحظة من أجل تقييم المعلومات أو تصويبها .
المعلومات التي تعلموها فهي تشكل في الواقع أداة يستخدمها الطلبة و تعطيهم و جهة
نظر أخرى .
خلفية معرفية عن مهارة الملاحظة :
من أنه من الضروري تزويد الطالبات بفرص عديدة و متنوعة تساعدهم في تعلم الأشياء
القابلة للملاحظة , وكيف يمكن تطوير أسلوب ملاحظات دقيق . و هنا فأن الملاحظة يجب
يجب أن تتدرج من السهل إلى الصعب و من العلوم إلى المجهول .
ويركز العقل البشري على التوقعات و التغيرات و الخصائص أكثر من تركيزه على الخلفية و
التفاصيل . ومع ذلك فأنه من الضروري الاهتمام و إعادة التركيز على العديد من المواقف الصعبة .
خامساً مهارة المقارنة :
هي المهارة التي تستخدم لفحص شيئين أو فكرتين أو موقفين لاكتشاف أوجه الشبه و نقاط الاختلاف .
و يعرفونها الطلبة : أنها تلك المهارة التي تبحث عن الطرق التي تكون فيها الأشياء متشابهة و مختلفة .
أهمية تدريس مهارة المقارنة :
مهارة المقارنة ضرورية من أجل التفاعل مع البيئة كما أن إيجاد نقاط الشبه و و أوجه الاختلاف يساعد الطلبة على تنظيم معلوماتهم الجديدة و القديمة في آن واحد .
أهداف مهارة المقارنة :
1 ـ يستطيع الطالب أن يميز بين أوجه الشبه و نقاط الاختلاف بين الأشياء أو الأفكار و المفاهيم .
2 ـ يطبق الطالب خطوات المهارة بدقة عالية .
3 ـ يستطيع الطالب أن يحكم على مدى نجاح المهارة من خلال تطبيقها مرات عديدة .
خطوات مهارة المقارنة :
1 ـ فحص أو اختبار الخصائص أو الصفات ذات الصلة بشيئين أو فكرتين أو مفهومين .
2 ـ عمل قائمة بالاختلاف أو الفروق بين الموضوعات مطروحة للدراسة .
3 ـ عمل قائم أخرى بأوجه الشبه بين هذه الموضوعات.
4 ـ العمل على تلخيص أوجه الشبه و نقاط الاختلاف السابقة .
سادساً مهارة التفاصيل :
هي المهارة التي تستخدم من أجل تجميل الفكرة أو العملية العقلية و زخرفتها ثم المبالغة في تفصيل الفكرة البسيطة أو الاستجابة العادية و جعلها أكثر فائدة و ذلك عن طريق التعبير عن معناها بإسهاب .
أما تعريف المهارة من قبل الطلبة :
إضافة تفصيلات جديدة للفكرة أو الأفكار المطروحة .
أهمية تدريس مهارة التفاصيل :
تعتبر مهارة التفاصيل إلى كونها عنصراً من عناصر التفكير الإبداعي التي تمكن الطلبة من تحسين أو تطوير أو إعادة صياغة أو تنظيم أو إعادة ترتيب الأفكار فهذه المهارة تسمح للمتعلمين بإضافة المزيد من المعلومات التفصيلية .
خطوات تطبيق هذه المهارة :
1 ـ اختيار عنصر أو شيء محدد من أجل زيادة توضيحه أو التوسع فيه .
قد يكون هذا العنصر ( مفهوم , جهاز , تصميم , رسم توضيحي , مشكلة من المشكلات) .
أهداف تدريس هذه المهارة :
1 ـ يكون الطالب قادراً أن يفصل أو يوضح الإجابات .
2 ـ يطبق المهارة بشكل سليم في مختلف مجالات المنهج
سابعاً مهارة علاقة الجزء بالكل :
تستخدم هذه المهارة لتحديد العلاقات السببية بين الحوادث المختلفة .
أهمية المهارة :
تتمثل في قدرة الطلبة على تحديد علاقات الجزء بالكل من عملية صنع القرار , أو عملية الفهم أو الاستيعاب , أو عملية الفرضيات , أو عملية تحديد النتائج و التوابع , أو عملية حل المشكلات , أو عملية حل المشكلات , أو عملية البحث العلمي .
أهداف تدريس هذه المهارة :
1 ـ أن يصبح الطالب قادراً أن يحدد علاقة الجزء بالكل . من بين المواد المكتوبة أو المسموعة أو المرئية .
2 ـ علاقات الجزء بالكل في الحوادث الطبيعية المختلفة و الخبرات التي يمر بها في الحياة اليومية .
3 ـ تطبيق المهارة بدقة عالية .
ثامناً مهارة الاتصال :
هي المهارة الفكرية التي تستخدم من أجل الوصول بفعالية إلى المعلومات ذات الصلة بالسؤال أو المشكلة
أهمية تدريس هذه المهارة :
تتمثل أهمية تدريس هذه المهارة في أن الانفجار المعلوماتي الهائل يجعل من الضروري على الطلبة أن يتعلموا كيفية الوصول إليها عن طريق مصادرها المتنوعة من أجل مساعدتهم في التعامل مع البيئية المحيطة بهم و لدعم نوعية أنشطتهم و ظروف حياتهم اليومية .
أهداف تدريس مهارة الاتصال :
الوصول إلى المعلومات إلى تحقيقها إذا ما طبقها المعلم بنجاح في قدرة الطالب على استرجاع المعلومات أو الوصول إليها بكفاءة عالية , و تطبيق هذه المهارة عند الحاجة .
خطوات مهارة الاتصال :
1 ـ تحديد المعلومات المطلوبة أو الضرورية .
2 ـ ربط المعلومات بالمعارف السابقة للطلبة .
3 ـ تحديد الكلمات الرئيسية
4 ـ إجراء العصف الذهني حول المصادر المحتلمة للمعلومات .
5 ـ اختيار أنسب مصادر المعلومات .
خلفية معرفية عن مهارة الاتصال :
يحتاج الطلبة لهذه المهارة هذه الأيام ولا سيما من أجل قيامهم بالأبحاث و المشاريع الفردية
التي تحتاج إلى المعلومات ذات العلاقة .
كيف تواجه التحديات؟
أ ـ حاذر من الإيحاءات السلبية .
ـ لا تقل الكلمات لنفسك : ( أنا طاقتي محدودة , أنا لا يمكن أن أغير الواقع ) .
ب ـ عالج نفسك بنفسك : أسال نفسك ( ما هي طاقتي أو ميولي ) .
ج ـ تعلم أساليب قتل ألأفكار كي تتجنبها ( لماذا التغير ؟ إن كل شيء على ما يرام ) .
د ـ عود نفسك أن تساهم بفكرة و أن كانت صغيرة .
هـ ـ درب نفسك على تحريك خيالك باستمرار ( ما أهم القرارات التي ستقوم بها ) .
و ـ لا تحرم نفسك لذة التفكير ( هل يمكن أن تغير أنماط التفكير ) , (لأي حد تستطيع أن تطوع عقلك ) .
تعليقات