التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قرأت لكم غيّر قبعتك يتغير تفكيرك

غيّر قبعتك يتغير تفكيرك! العدد 132 / غيّر قبعتك يتغير تفكيرك!هزار سلوم - الرياض :



ترجع فكرة القبعات الست إلى المفكر (إدوارد دي بونو) الذي طرح كثيرًا من الأفكار حول تعليم التفكير. وتستند هذه الفكرة إلى الملاحظة التي يشعر بها كل شخص في أي نقاش، حيث يتبنى أحد الأطراف موقفًا ما يدافع عنه دفاعًا مستميتًا ولا يستمع إلى فكرة المعارض الذي يضطر أن يدافع هو الآخر عن فكرته، مما يؤدي إلى جدل عقيم وخصومات ونزاعات عديدة دون الوصول إلى نتيجة تفيد أيًا من الطرفين!

وتقوم نظرية القبعات الست على توجيه الشخص إلى أن يفكر بطريقة معينة ثم يطلب منه التحول إلى طريقة أخرى. أي أن الشخص يمكن أن يلبس أيًا من القبعات الست الملونة التي تمثل كل قبعة منها لونًا من ألوان التفكير.
ويستخدم هذه الطريقة المديرون المنفذون في شركة «نيبون» اليابانية التي تفوق في حجمها شركة «آي بي إم» وشركة «أبل» للكمبيوتر.
ويرى «دي بونو» أن اختيار القبعات تم على أساس:
- أن القبعات هي الأقرب للرأس، والرأس يحوي الدماغ الذي يقوم بوظيفة التفكير، ولهذا فهي الأقرب للتفكير.
- عادة لا نبقي القبعة طويلاً على الرأس لأننا سرعان ما نغيرها بتغير الظروف، وهكذا الأفكار، فقد نعجب بفكرة ما في وقت معين، ونتخلى عنها في وقت لاحق كالقبعة التي لا يمكن أن نلبسها مدة طويلة، وكذلك الفكرة يجب ألا تعيش طويلاً لدينا.
- القبعة التي تلبس طويلاً تتسخ وتفقد أناقتها، وكذلك الفكرة فإنها إن بقيت مدة طويلة في رؤوسنا فإنها قد تصبح بالية لا جدوى منها.
- القبعة رمز للدور الذي يمارسه كل شخص، فقبعة الممرضة غير قبعة الجندي أو القاضي.. وهكذا القبعة ترمز للدور.
- يحتاج الإنسان إلى ألوان مختلفة من التفكير، كما يلزمه أن يغير أسلوبه في التفكير حسب الوضع المستجد أمامه ولذلك الإنسان المفكر يحتاج إلى لبس عدة قبعات مختلفة للتفكير، والإبداع، والنقد.
ولكل قبعة (من القبعات الست) وظيفة تختص بها، على النحو التالي:
- القبعة البيضاء: اللون الأبيض يشير إلى الحياد والموضوعية والتجرد. والذي يرتديها عليه أن يكون محايدًا. موضوعيًا، بعيدًا عن النقد أو إصدار الأحكام. ويقدم مرتدو القبعة البيضاء معلومات عن: متى؟ أين؟ لماذا؟ (الموضوعية).
- القبعة الحمراء: يعكس اللون الأحمر الدفء والمشاعر، إنه لون النار والعاطفة، ومن يلبسها عليه أن يعبر عن عواطفه دون أن يبدي الأسباب. فالقبعة الحمراء قبعة الأحاسيس والمشاعر.
- القبعة السوداء: اللون الأسود يعكس التحفظ والنقد والمساءلة والتحذير كالقاضي، وكل من يمارس دور القاضي يتمتع بالجدية والقوة.
- القبعة الصفراء: يعكس اللون الأصفر الشروق والأمل. وحينما نلبسها فإننا ننظر نظرة متفائلة، نبحث عن إيجابيات الموضوع وفوائده ومزاياه.
- القبعة الخضراء: اللون الأخضر هو لون الخصوبة والنماء والطاقة والحيوية، ومن يلبسها عليه أن يقدم مقترحات ويبحث عن بدائل وأفكار جديدة، فهي قبعة الإبداع.
- القبعة الزرقاء: اللون الأزرق هو لون الفضاء والأفق، ولذلك على من يرتديها إثارة الأسئلة الهامة، وتلخيص النقاش وتحديد النقطة التي تم الوصول إليها، فهو يهتم بعمليات تنفيذ الفكرة أو المشروع.
وعلى ذلك فإننا نمارس دورًا معينًا مع كل قبعة بلبسها، سيكون مختلفًا عن الدور الذي قبله أو بعده. الأمر الذي سيحقق جملة من الفوائد، أهمها:
- تغيير القبعات حسب الموقف، تعلّم الشخص المرونة، وتجعله منفتحًا على جميع الأفكار.
- إن ارتداء جميع الحاضرين لقبعة واحدة تعني مناقشة واحدة فلا صراع ولا جدال، وبالتالي فإن الموضوع يصبح أكثر عمقًا وأكبر بعدًا، لتناوله من جوانب عدة وبذلك تكون نتائجه أفضل.
- ارتداء قبعة تماثل قبعة الزميل تجعلك تشعر بمشاعره وتتعاطف معه وتتفهم طريقة تفكيره.
- استخدام القبعات الست في التفكير بموضوع ما، فإننا بذلك نمارس الخطوات العلمية الصحيحة (البحث عن المعلومات، التعبير عن المشاعر، التحذير من الأخطاء والسلبيات، البحث عن الفوائد، إيجاد الحلول والبدائل، التنفيذ، هذه العمليات تقودنا إلى حل أفضل وبالتالي الأمثل).
إن كل قبعة تعكس شخصية مرتديها، فكثيرًا ما نلتقي بالحالمين المرتدين القبعات الحمراء الذين لا يخلعونها أبدًا، أو المشرقين المتفائلين المرتدين الصفراء دومًا، أو الناقدين الباحثين عن الأخطاء متوجين رؤوسهم بالقبعة السوداء. وكي نفكر بطريقة صحيحة علينا أن نتخلى عن القبعة التي نحبها، أو القبعة التي نلبسها دائمًا. فالمطلوب في عمليات التفكير الجيد أن نرتدي جميع القبعات.
إن التدريس وفق القبعات الست هو أحد أشكال ومهارات تعلم التفكير، حيث يستخدم المعلم القبعات في مختلف مراحل الدرس كما يلي:
- القبعة البيضاء: يقدم المعلم في بداية الدرس: الحقائق الأساسية والأفكار الرئيسة، المعلومات والبيانات المتوافرة.. وقد تقدم هذه الحقائق والمعلومات بعدة طرق: كالمحاضرة، والمناقشة، الاستقصاء.. وبعد استكمال الحقائق يطلب المعلم ارتداء القبعة الحمراء.
- القبعة الحمراء: يعطي المعلم الفرصة للطلبة بالتعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم نحو موضوع الدرس ويعبر الطلبة عن مشاعرهم ويتفهمون مشاعر شخصيات الدرس (إن وجدت) . وتكون فترة التعبير عن المشاعر قصيرة من (3 إلى 4 دقائق) يتم بعدها الانتقال إلى مرحلة أخرى بارتداء القبعة السوداء.
- القبعة السوداء: يطلب المعلم من الطلاب تقديم ملاحظات وأحكامًا سلبية على مواقف الدرس أو شخصياته. وبعد انتهاء النقد، يعلن المعلم الانتقال إلى القبعة الصفراء.
- القبعة الصفراء: يعلن المعلم أن القبعة الصفراء تتطلب البحث عن الإيجابيات والفوائد، فيقدم الطلبة تعليقات إيجابية حول موضوع الدرس. بعدها يعلن المعلم الانتقال إلى القبعة الخضراء.
- القبعة الخضراء: يطلب المعلم من طلبته البحث عن أفكار جديدة ومقترحات مبتكرة، أو إجراء تغييرات ضرورية، كإضافة أو حذف، أو تعديل.. وهنا يقدم الطلبة مقترحاتهم وآراءهم. وبعد انتهاء هذا الدور يطلب المعلم ارتداء القبعة الأخيرة.
- القبعة الزرقاء: يطلب المعلم من الطلبة وضع خطط للتنفيذ على ضوء ما تم في القبعات السابقة من معلومات ومشاعر وسلبيات وإيجابيات ومقترحات فيحددون خطوات التنفيذ في تشكيل لجان للعمل، الاتصال بمؤسسات أخرى، جمع الأدوات وتجهيزها..
إن استخدام استراتيجية التدريس بالقبعات الست يمكن أن يحقق أغراض التعليم الجيد من خلال:
- تقديم نشاطاته المتنوعة التي تبدأ بالمعلومات والحقائق ثم تتنوع حسب متطلبات استخدام كل قبعة، فالدرس عبارة عن أنشطة متنوعة.
- هذه الاستراتيجية تسمح للطالب بالمشاركة في جميع مراحل الدرس بدءًا من البحث عن المعلومات (القبعة الصفراء) وحتى تقديم التوجيه والتنظيم (القبعة الزرقاء).
- تسمح للطالب بالقيام بعمليات استقصاء لجمع المعلومات وبعمليات التفكير الإيجابية (القبعة الصفراء)، والتفكير النقدي (القبعة السوداء)، والتعبير عن المشاعر (القبعة الحمراء).
- تنسجم هذه الاستراتيجية مع متطلبات التفكير الإبداعي، وذلك حينما يقدم الطلبة مقترحات تطوير وأفكار جديدة لتعديل الأوضاع وتنظيمها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنماط الادارة المدرسية وصفات القائد والمدير الناجح

أنماط الإدارة المدرسية يختلف مديرو المدارس في إداراتهم فهم لا يسيرون على نمط واحد وأسلوب مماثل ويعود ذلك للفروق الفردية واختلاف مفهوم تلك الأنماط من مدير لآخر وكم نحن في أمس الحاجة إلى فهم عميق وتبصر وإدراك لأسس هذه الأنماط وألوانها السلوكية لمواجهة المواقف التربوية وتحقيق أهداف العملية التعليمية والتربوية ونحن في هذه العجالة سوف نلقي الضوء على أهم الأسس التي تقوم عليها تلك الأنماط تاركين التوسع في الألوان السلوكية لبحثنا القادم وثيق الصلة بهذا الجانب ومن تلك الأنماط . 1- النمط الأوتوقراطي{التسلطي} {الاستبدادي} ويقوم على الأسس التالية: تدرج السلطة من أعلى إلى أسفل دون إبداء الرأي. لا يحترم شخصيات التلاميذ والمدرسين ويستخدمون كوسائل لبلوغ غايات. يضع في ذهنه صورة عن مدرسته لا يحيد عنها ويظهر الود لمن يتفق وسلوكه والجفوة وعدم الرضا لمن يخالفه. الإدارة المدرسية في نظره إصدار قرارات وتعليمات. يهتم بتلقين التلاميذ المواد الدراسية ويهمل مجالات الأنشطة التربوية. يعتقد مدير المدرسة أن من واجبة تقرير مايجب أن يعمل في المدرسة. قبوله للنقد والتوجيه على مضض واجتماع...

دوائر التعلم

لقد حضرت أمس واول أمس ورشة عمل حول تكوين دوائر تعلم بين المعلمين والهدف منه إنشاء مثل هذه الدوائر نقل الخبرات بين المعلمين سواء مدرسي المادة الواحدة أو بين معلمي المدرسة أو المدارس المجاورة بصفة عامة ومن ثم يؤدي ذلك إلى تفعيل عملية التدريس والتعليم والتعلم بين الطلاب وإيجاد تنمية مهنية حقيقية بين المعلمين حتى يستفيد الطالب من ذلك حيث أنه يعد المستفيد والشريك الأساسي وقدأدهشني هذا المصطلح ( دوائر التعلم ) حيث أسمعه لأول مرة فبحثت كعادتي حول هذه التعريف لتعدد المصادر لدي فوجدت أن مصطلح دوائر التعلم المقصود بها في الأساس هو الطالب وليس المعلم ولكن القائمين على التدريب وظفوا المفهوم للمعلمين لزيادة فاعلية المعلم وقرأت لكم هذا البحث المقدم لتعريف دوائر التعلم: تعد دورة التعلم إحدى النماذج التي انبثقت من النظرية البنائية؛ وهي تستند في تدريس المفاهيم إلى نظرية بياجيه في النمو المعرفي، لاسيما في التوظيف العقلي للمعرفة في مجال التدريس، ويرى أصحاب هذا النموذج أن هناك معيارين لتدريس المفاهيم وفهمها يتعلق أولّهما بالبناء المفاهيمي للمتعلم نفسه، ويتعلق ثانيهما بالاستخدام الاجتماعي المناسب لتطب...

الأمن والسلامة المدرسية -صيانة المبنىالمدرسي -سجلات شئون الطلبة.-

الأمن والسلامة المدرسية العنصر : الإجراءات العامة الخطوات الإجرائية لتحقيق العنصر الإجراءات العامة: 1. تذكر أن الوقاية خير من العلاج. 2. أسرع في إطفاء النيران فور اندلاعها . 3. اختر وسيلة الإطفاء الملائمة، فالخشب والورق والملابس تختلف عن الزيوت والشحوم والبويات، وهما يختلفان عن الأجهزة والمعدات الكهربائية. 4. اكشف باستمرار على مواطن الخطر واتخذ وسائل الوقاية اللازمة. 5. تعرف على مصادر الحوادث والأخطار. 6. قف في مكان بين موقع النار وطريق الخروج حتى يمكن الانسحاب من المكان في حالة العجز عن الاستمرار في مكافحة الحريق. 7. لا تخاطر بإضافة مادة كيميائية على أخرى إلا إذا كنت تعرف تمام المعرفة تفاعلات المواد المضافة بعضها على بعض حتى لا يحدث انفجار أو اشتعال أو إطلاق أبخرة سامة. 8. اخبر الآخرين عن مدى سمية المواد الكيميائية المستعملة في المختبرات. 9. خزن المواد الكيميائية السامة والخطرة في أماكن معينة بعيداً عن متناول الأشخاص الذين ليس لديهم خبرة كافية بمدى خطورة هذه المواد. 10. وفر على عبوات المواد الكيميائية التعليمات الضرورية اللازمة لاستعمالها ، ووضح مدى خطورتها ، فمثلاً يكتب على عبوة معدن...