ملخص فريد لكتاب " كيف تكسب الثقة وتؤثر في الناس .. فن الخطابة " لأشهر علماء السلوك الإنساني " دايل كارينجي الجزء الثاني
ملخص الفصل الخامس
" سر الإلقاء الجيد"
" لا يعتمد الأمر كثيرا على ما تقوله مثلما يعتمد على طريقة إلقائه ".
" ان الإلقاء الجيد يجعل المادة الهزيلة ذات معنى وقيمة"
قال اللورد مورلي مرة بمرح سافر : " هناك ثلاثة أشياء مهمة في الخطاب، من يلقيه ؟، وكيف يلقيه ؟، وما الذي يقوله ؟، والشيء الأقل أهمية من بين هذه الصفات الثلاثة هي الأخيرة ".
فهل هذه مغالاة ؟ أجل، لكن امسح ظاهرها وستجد الحقيقة تشع من داخلها .
كتب أحد الخطباء خطبا ممتازة جدا من ناحية المنطق والحكمة والانشاء، ، ومع ذلك كان يفشل في إلقائها أمام الجمهور، اذ لم تكن لديه القدرة على إيصال كنوزه الثمينة وإظهارها بطريقة لائقة.
لذا، انتبه جيدا لطريقة إلقائك !!!
الإلقاء == == == == = == === === = = == == == === == == == = = تواصل
التواصل، يجب أن يشعر المستمع أن هناك رسالة موجهة من ذهن وقلب الخطيب الى ذهنه وقلبه .
سر الإلقاء الجيد
1- تحدث بأسلوب طبيعي :
ان الجمهور الحديث، سواء كان في اجتماع عمل أو تحت خيمة، يريد من الخطيب أن يتحدث بشكل مباشر مثلما يفعل خلال جلسة سمر، وفي الأسلوب العام كالذي يستخدمه أثناء محادثة واحد منهم .
المستمع يريد : " نبرتك الطبيعية في الإلقاء "، ولكن بشكل مضخم قليلا .
اذا كنت تخطب أمام الناس فانك لن تستحوذ على استحسانهم الا عندما تخطب بأسلوب طبيعي
فالخطيب الجيد لا يجذب الانتباه إلى شخصه ، ولكن إلى العبارات والكلمات التي تنساب من قلبه كالسلاسل الذهبية .
ثق بأنك فريد في شخصيتك ومتفرد بأسلوبك وفكرتك ، وليس لك شبيه ، فأنت تمتلك أثمن هبة فتعلق بها وطورها ، فهي الشرارة التي ستضع القوة والإخلاص في خطابك .
ان ذلك يحتاج الى التدريب ليأتي الخطاب طبيعيا أمام الجمهور مثل الممثلون .
ان مشكلة تعليم أو تدري الناس على الإلقاء ليست من المميزات الصعبة الإضافية، بل انها مسألة إزالة العوائق وتحريرهم واستدراجهم للتحدث بشكل طبيعي .
فإذا وجدت نفسك تتحدث بأسلوب متكلف، توقف وقل بحدة لنفسك : " ما الأمر ؟ انتبه !
ان الإخلاص والحماس والصدق يساعدك أيضا . فعندما يكون الانسان تحت تأثير مشاعره، تبرز ذاته الحقيقية، وتزال من أمامها القضبان . اذ أن حرارة عواطفه تحرق كل الحواجز . فيتصرف تلقائيا، ويتحدث بتلقائية . فيكون طبيعيا .
وهكذا، في النهاية، يرجع موضوع الإلقاء الى الشيء الذي شددنا عليه في البداية : ضع قلبك في خطابك .
ثانياً : شدد على الكلمات المهمة :
إخفض الكلمات غير المهمة
خلال المحادثة، نشدد على جزء من الكلمة، ونذكر بسرعة الأجزاء الأخرى، مثلما تمر سيارة الأجرة أمام مجموعة من المتشردين .
ثالثاً : غير طبقات صوتك :
تتدفق طبقات صوتنا، خلال المحادثة، نحو الأعلى والأسفل وبالعكس . فلا تستقر بل تبقى متموجة كسطح البحر
عندما تجد نفسك تتحدث بطبقة رتيبة - عادة تكون مرتفعة - توقف قليلا وقل في نفسك : " أنا أتكلم كالأخرق . كن انسانا، كن طبيعيا ".
هل يساعدك هذا النوع من تعليم ذاتك ؟ ربما قليلا . ان التوقف ذاته سيساعدك . وعليك أن تحقق خلاصتك بالتدريب . .
رابعاً : غير معدل سرعة صوتك :
يخبرنا والتر . ب . ستيفنز في كتابه " تقارير لنكولن " الصادر عن جمعية " ميسوري " التاريخية، أن هذه كانت أفضل الوسائل بالنسبة للنكولن من أجل إيصال فكرته :
" كان يقول عدة كلمات بسرعة عظيمة، وعندما يصل الى الكلمة أو الجملة التي يرغب في التشديد عليها - يرفع صوته ببطء . ثم يندفع الى آخر جملته كالبرق . . . فكان يكرس وقتا لكلمة أو لكلمتين يرغب في التأكيد عليهما، أكثر مما يكرسه لستة كلمات تكون أقل قيمة منها ".
خامساً : توقف قبل وبعد الأفكار المهمة
غالبا ما كان لنكولن يتوقف أثناء خطابه . فعندما يمر بفكرة عظيمة يرغب في ترسيخها بأذهان مستمعيه، ينحني الى الأمام ويحدق بعيونهم مباشرة للحظة من دون أن يقول شيئا . هذا الصمت المفاجئ له نتيجة الضجة المفاجئة ذاتها : فهي تجذب الانتباه . وهي تجعل كل انسان منتبه وواع لما سيتلو ذلك . مثلا، عندما كانت نقاشاته المشهورة مع دوغلاس تشرف على الانتهاء، وعندما تشير الدلائل الى هزيمته، ينتابه الأسى، والحزن الاعتيادي القديم يعود اليه في بعض الأوقات، فتأتي كلماته مصبوغة بالرقة . ففي نهاية خطبه، يتوقف فجأة ويقف صامتا للحظة، ثم ينظر الى الوجوه التي نصفها عدائي ونصفها حميم، بعينيه القلقتين العميقتين اللتين كانتا تبدوان مليئتين بالدموع التي لم تنهمر . ثم يفرد ذراعيه وكأنهما متعبتين من جراء قتال مميت، ويقول بنبرته الغريبة : " أيها الأصدقاء، هناك فرق بسيط بين انتخابي وانتخاب القاضي دوغلاس الى مجلس الشيوخ الأميركي . لكن المسألة العظيمة التي قدمناها لكم اليوم هي بعيدة جدا عن المصالح الشخصية أو المصير السياسي لأي رجل . يا أصدقائي "، هنا يتوقف ثانية، فيصغي الجمهور الى كل كلمة، " هذه المسألة ستعيش وتتنفس وتحيا عندما يصمت في القبر لسان القاضي دوغلاس ولساني الضعيف المتلعثم ".
" هذه الكلمات البسيطة "، تقول احدى مذكراته، "لامست كل قلب في الصميم".
كان لنكولن يتوقف بعد كل جملة يريد توكيدها . فكان يضيف الى قوتها من خلال الصمت، بينما يغوص المعنى ويؤدي رسالته .
ودائما ما كان السير أوليفر لودج يتوقف في خطابه قبل وبعد كل فكرة مهمة، يتوقف ثلاث أو أربع مرات في الجملة الواحدة، لكنه كان يفعل ذلك بشكل طبيعي . ومن دون تكلف .
قال كيبلينغ : " من خلال صمتك تتكلم ". فالصمت ليس ذهبيا أكثر مما يستخدم عندما تتكلم . وهو أداة قوية ومهمة لا ينبغي إغفالها، ومع ذلك، فهي مهملة دائما من قبل الخطيب المبتدئ .
ملخص الفصل السادس
" المنبر حضور وشخصية"
" الشخصية تساهم في نجاح العمل أكثر مما يساهم الذكاء الخارق "
هذه نتيجة لدراسة أجرتها مؤسسة كارنيجي للتكنولوجيا على مئة من رجال الأعمال البارزين .
فالشخصية - باستثناء التحضير - هي ربما العامل الأكثر أهمية في الخطاب . وقد قال ألبرت هابرد : " ان ما يفوز في الخطاب الجيد هو الأسلوب، وليست الكلمات".
لا تقترف الخطأ الشائع بترك التحضير والتخطيط لآخر دقيقة، وبعد ذلك العمل بسرعة جنونية، محاولا التعويض عن الوقت المهدور . ان فعلت ذلك، فانك ستخزن سموم جسدية وإرهاق ذهني يتحول الى عبء رهيب تنوء من ثقله، فيمتص حيويتك ويضعف ذهنك وأعصابك .
ان كان عليك إلقاء خطاب في اجتماع لجنة، تناول غداءً خفيفا، اذا أمكنك، وتناول المرطبات . أخلد للراحة، فهذا ما تحتاجه جسديا وذهنيا وعصبيا .
لماذا يتقدم خطيب أكثر من خطيب آخر ؟
الإجابة ببساطة متناهية ( احتفظ بطاقاتك حية ) " لا تفعل شيئا يستهلك طاقتك "
فالناس تتجمهر حول الخطيب المفعم بالطاقة، حول مولد الطاقة البشري ، مثلما يجتمع النحل على زهور الورد والبنفسج.
ما هو تأثير الملابس على الخطيب والمستمع ؟
عالم نفسي ورئيس جامعة أرسل سؤالاً الى مجموعة كبرى من الناس ، يتساءل فيه عن التأثير الذي تتركه الملابس على أنفسهم . فأجمع كل الأفراد أنهم عندما يكونون بمظهر لائق وأنيق ويتأكدون، من ذلك، يشعرون بتأثير ذلك . ومن الصعب شرح ذلك الشعور، لأنه غير محدد، رغم كونه حقيقيا . فقد منحهم الثقة بالنفس ورفع من تقديرهم الذاتي . هذا هو تأثير الملابس على من يرتديها .
ما هو تأثيرها على المستمع ؟
يقال إن "المظهر يدل على المخبر" ، فالطبيعة الفطرية تتطلع إلى رؤية الجمال والاستمتاع بالنظر إليه، وتنفر من القبح وتتحاشى الاقتراب منه ، وهذا ما ينطبق على أي جميل في حياتنا ، والأمر عندما يتعلق بالحديث إلى الناس والتأثير فيهم فهو أولى ، فالخطيب تحت زجاج مكبر، والأضواء مسلطة عليه . وكل خطأ يبدو في مظهره الخارجي يبرز بوضوح مثلما تبرز قمة بايك من السهول ، وتكون النتيجة هو ضعف الاحترام لهذه الشخصية ولما تقوله ومن ثم يصبح كل ما يقوله هو ادعاء .
ما هو دور الابتسامة المشرقة ؟
تقول حكمة صينية : " من لا يستطع الابتسام يجب أن لا يفتح متجرا ". أليست الابتسامة المرحبة امام الجمهور مثلما هي وراء الآلة الحاسبة في المتجر ؟ أفكر الآن بطالب معين كان يحضر برنامج فن الخطابة الذي تم تدريسه في غرفة في بروكلين للتجارة . كان دائما يأتي أمام الجمهور وهو يشع بجو يعبر عن محبته لكونه هناك وأنه يحب العمل الذي أمامه . كان دائما يبتسم ويتصرف وكأنه سعيد لرؤيتنا، وفي الحال، يشعر المستمعون بحرارة نحوه فيرحبون به .
لكنني رأيت خطباء متقدمون يتقدمون بأسلوب بارد متكلف وكأن عليهم القيام بمهمة مزعجة، فيحمدون الله لدى انتهائهم . ونحن أيضا نشعر بمثل ذلك . ان هذه الأساليب تنقل العدوى .
يقول البروفسور أوفر ستريت في كتابه " التأثير بالسلوك الانساني "،
" الشبيه يولد الشبيه ". فاذا وجهنا انتباهنا لجمهورنا، يحتمل أن يهتم جمهورنا بنا . واذا تجهمنا، فانهم سيتجهمون داخليا أو ظاهريا نحونا . واذا كنا جبناء مرتبكين، فانهم بدورهم سيفقدون الثقة بنا . واذا كنا صفقاء متبجحين، فانهم سيتفاعلون لحماية ذاتهم . وحتى قبل الشروع بالكلام، غالبا ما يتم استحساننا أو استهجاننا . لذلك، هناك أكثر من سبب يدفعنا للتأكد من أن أسلوبنا يستدعي الاستجابة الدافئة .
اجمع جمهورك
قال هنري وارد بيتشر : " غالبا ما يقول الناس : ألا تعتقد أن التحدث الى جمهور كبير يولد إيحاء أكثر من التحدث الى جمهور صغير ؟ . أقول : كلا، يمكنني التحدث الى اثني عشر شخصا بأسلوب جيد مثلما أستطيع التحدث الى ألف، شرط أن يكون الاثني عشر متجمعين حولي وبجانب بعضهم البعض ليلامس أحدهم الآخر . لكن حتى وجود ألف شخص تفصل بين كل اثنين منهم أربعة أقدام من الفراغ، فان ذلك يشبه الغرفة الفارغة . . . اجمع جمهورك، فتستطيع إثارته بنصف الجهد ".
ان الانسان وسط جمهور ضخم يفقد فرديته . حيث يصبح فردا من الجمهور، ويتحرك بسهولة أكثر مما يكون فردا واحدا . وسيضحك ويصفق للأشياء التي تكاد لا تثيره حين يكون بين مجموعة صغيرة تستمع اليك .
دع الضوء يغمر وجهك
إملأ الغرفة بالأنوار واقرأ مقالات دايفيد بيلاسكو حول الإنتاج المسرحي، لتكتشف أن الخطيب العادي ليست لديه أدنى فكرة عن الأهمية البالغة للإضاءة المناسبة .
دع الضوء يغمر وجهك . فالناس يريدون رؤيتك . لأن التغيرات التي تطرأ على تعابيرك هي جزء، وجزء حقيقي من عملية التعبير عن الذات . وهي تعني في بعض الأحيان أكثر مما تعنيه كلماتك . اذا وقفت تحت الضوء مباشرة، ربما يكسو الظل وجهك، واذا وقفت أمام الضوء مباشرة، من المؤكد أن لا يبدو واضحا . أليس من الحكمة اذن أن تختار قبل أن تنهض للخطاب، البقعة التي تمنحك أفضل إنارة ؟
لا تختبئ وراء الطاولة . يريد الناس أن ينظروا الى الرجل بكامله، حتى انهم ينحنون الى جانب الممرات ليتمكنوا من رؤيته .
ان غرف العرض لدى مختلف صانعي السيارات في برودواي هي جميلة ومرتبه، تسر النظر . ومكاتب باريس لمصانع العطور والمجوهرات مجهزة بشكل فني رائع . لماذا ؟ هذا هو العمل الجيد . والانسان يكن المزيد من الاحترام والثقة والتقدير للأشياء الأنيقة كهذه .
للسبب ذاته، يجب أن يكون لدى الخطيب خلفية مسرة . والترتيب المثالي، في رأيي، هو التخلي عن الأثاث كله . فلا شيء وراء الخطيب يجذب الاهتمام، أو على جانبيه، لا شيء سوى ستارة من المخمل الأزرق .
أولا، يستطيع الابتعاد عن تضييع وقته سدى، وعن العبث بملابسه والقيام بحركات عصبية تحط من قدره . أذكر مرة حين رأيت مستمعا من نيويورك يحدق بيدي خطيب مشهور مدة نصف ساعة حين كان يخطب ويعبث بغطاء المنبر في الوقت ذاته .
ثانيا، يجب أن يتدبر الخطيب أمر جلوس الجمهور، اذا أمكنه ذلك، لكي لا يجذب انتباههم دخول الأشخاص المتأخرين .
ان الرجل الذي يعرف كيف يجلس، يغرق في الكرسي وهو يسيطر على جسده سيطرة تامة .
كن متزنا
ذكرنا في صفحات قليلة سابقا أنه لا يجب العبث بملابسك لأنها تلفت الانتباه . وهناك سبب آخر أيضا . فذلك يمنح انطباعا عن الضعف وقلة الثقة بالنفس . وكل دقيقة لا تضيف الى وجودك، تحط من قدرك . ليست هناك حركات حيادية . وهكذا، قف هادئا، وسيطر على نفسك جسديا، فذلك يمنحك انطباعا عن السيطرة الذهنية والاتزان .
بعدما تنهض لمخاطبة جمهورك، لا تبدأ بعجلة . فهذه هي السمة المميزة للمبتدئ . تنشق نفسا عميقا . تطلع الى جمهورك للحظة، وان كانت هناك ضجة، توقف قليلا حتى تزول .
أبق صدرك عاليا . لكن لم الانتظار لفعل ذلك أمام الجمهور ؟ لم لا تفعل ذلك يوميا حين تكون منفردا بذاتك ؟ عندئذ يمكنك أن تفعل ذلك تلقائيا أمام الناس .
وماذا يجب أن تفعل بيديك ؟ لا تفكر بها . فاذا انسدلتا بشكل طبيعي الى جانبيك، يكون الأمر مثاليا . واذا كانتا تبدوان كعنقود من الموز، لا تتخيل أبدا أن أحد ينتبه لهما أو لديه أدنى اهتمام بهما . لأنهما ستبدوان أفضل وهما مسترخيتان الى جانبيك، وسيجذبان أدنى اهتمام لهما . حتى ان المولع بالانتقاد لن يتمكن من انتقاد وضعك . هذا بالإضافة الى أنهما ستكونان متحررتين للقيام بحركات تلقائية عندما يستدعي الأمر ذلك .
لكن لنفترض أنك عصبي للغاية، حتى أنك تجد أن وضعهما وراء ظهر أو ادخالهما في جيبيك أو إلقائهما على المنصة، يساعدك على التخلص من التوترات ...ماذا يجب أن تفعل ؟ استخدم براعتك . لقد سمعت أن عددا من خطباء هذا العصر المشهورين . يضعون أيديهم داخل جيوبهم أثناء إلقاء الخطاب، وقد فعل ذلك برايان، وتشونسي م . ديبيو وتيدي روزفلت .
فاذا كان لدى الإنسان ما يستحق البوح به، ويبوح به بإخلاص وإيمان، لا يهم، بالتأكيد، ما الذي يفعله بيديه ورجليه . واذا كان عقله مليئا وقلبه مثارا، لن تبرز هذه التفاصيل الثانوية كثيرا . فقبل أي شيء، ان الشيء الأهم في إلقاء الخطاب هو الجانب النفسي فيه، وليس موضع اليدين والرجلين .
الإيماء :
الإيماءات التي تستحق القيام بها هي تلك المولودة في لحظتها . فالمكان الصحيح لتناولها منه هو نفسك وقلبك وذهنك واهتمامك بالموضوع، ومن رغبتك الذاتية في استمالة الآخرين لرؤية ما تراه . ان أونصة من التلقائية توازي طنا من القواعد .
فالإيماء ليس شيئا يرتدى كبذلة العشاء . بل هو مجرد تعبير خارجي عن حالة داخلية كالقبلات والمغص والضحك ودوار البحر .
يجب أن تكون حركات الإنسان، كفرشاة أسنانه، أشياء شخصية له . وبما أن الناس مختلفون، فان حركاتهم ستكون فردية اذا ما تصرفوا بشكل طبيعي . كما لا يجب أن يتعلم شخصان الإيماء بنفس الطريقة . تخيل أن لنكولن، ذو التفكير البطيء والمطول يقوم بحركات دوغلاس الذي يتكلم بسرعة واندفاع . ان ذلك سيكون سخيفا .
لا تتكلف الحركات لتبدو مؤثرا . . . اطلق لطبيعتك التلقائية ولشخصيتك الفريدة التألق ، اترك التألق المصطنع والمظاهر المتكلفة . . .
تلك كانت طريقة لنكولن في الإلقاء . أما تيودور روزفلت فكان أكثر قوة واندفاعا ونشاطا، تتدفق المشاعر من وجهه، وتنكمش قبضته ويمتلئ جسمه كله بالتعبير . وغالبا ما كان غلادستون يضرب الطاولة أو راحة يده بقبضته، أو يضرب قدمه بقوة بالأرض . واعتاد اللورد روز بري أن يرفع قبضته اليمنى ويلقيها على المنصة بقوة خارقة . لكن هناك قوة أولا في أفكار ومعتقدات الخطيب، وهذا ما يجعل حركاته تلقائية . فالتلقائية والحياة هما الخير الأسمى في العمل .
لا يمكنني أن أعطيك أية قواعد للإيماء، لأن كل شيء يعتمد على مزاج الخطيب . وعلى تحضيره وحماسه وشخصيته وموضوعه، وعلى الجمهور والمناسبة .
ملخص الفصل السابع
" كيف تفتتح الخطاب؟؟"
" افتتح بمقدمات مثيرة وبشيء يلفت الانتباه في الحال"
هذا ما قاله الدكتور / لين هارولد هاف الرئيس السابق لجامعة نورثوسترن عندما سأله المؤلف عن أهم ما علمته تجربته كخطيب
1- استخدم مقدمة قصيرة كلائحة الإعلان
هذا يتطابق مع مزاج المستمع الحديث الذي لسان حاله يقول : " هل لديك ما تقوله ؟ حسنا لنستمع إليك بسرعة . لا تتأنق في الخطاب .. اعطنا الحقائق سريعاً فليس لدينا وقت " .
2- احذر الافتتاح بما يدعى قصة مرحة ...
تذكر إنه من النادر أن تكون القصة مضحكة بحد ذاتها ، لأن الطريقة التي تسرد بها هي التي تجعلها ناجحة .
إن 99 رجلاً من أصل مئة يفشلون للأسف عندما يسردون قصصاً مشابهة . من الخيانة العظمى أن تحاول ارتداء قناع المرح وليس لديك تلك الموهبة
3- خطأ فاضح .... أن تبدأ بالاعتذار ...
أنا لست بخطيب .. لست مهيأ للخطاب .. ليس لدي ما أقوله .. .. لا تفعل ذلك أبداً ليست هناك أية فائدة من الاستمرار .
استحوذ على انتباه جمهورك في اللحظات الخمس الأولى ، وإلا فالمهمة بعد ذلك تزداد صعوبة لاسترجاعه .
4- استخدم لغة الفضول لجذب الانتباه !!
" يتكلم بأكثر من سبعة لغات ، وحصل على أربع شهادات في الدكتوراه وخمس جوائز عالمية ، وتولى أرفع المناصب القيادية الحساسة بالدولة لمدة تزيد عن 30 عاماً ، وما زال عمره لا يتجاوز الخمسين . هل تعلمون من هذا العملاق ؟؟؟ إنه فلان بن فلان ....................."
وهكذا أثر فضول جمهورك منذ أول جملة تحوز على انتباههم واهتمامهم .
5- اسأل سؤالاً …..
اطرح سؤالاً واستدرج الجمهور إلى التفكير مع الخطيب والتعاون معه .. استخدام هذا السؤال الافتتاحي واحد من أبسط وأضمن الطرق لفتح أذهان جمهورك والدخول عليها . وعندما تبدو الوسائل الأخرى فاضلة تستطيع دائماً اللجوء إليها .
6- أربط موضوعك بمصالح مستمعيك الحيوية ...
الإنسان بطبيعته يهتم وينجذب نحو الأشياء التي تمسه مباشرة ، وتدور حول مصالحه .. ابدأ ببعض الملاحظات التي تعالج مباشرة مصالح جمهورك الشخصية .. فهذه أفضل الوسائل الممكنة للبدء بالخطاب .
7- أساليب غريبة واهية تلقى بسأم الإيماء ....
لا تعتقد بأن شخصيتك تختزل في حركاتك ، لا تستخدم الإيماءات المفتعلة التي تذوب معها شخصيتك الحقيقية .. اطلق إرادتك حرة ، واجعل حركاتك تلحق بها في سماء الحرية . الإيماءة الصحيحة هي التي تتخذ من رغبتك الذاتية في استمالة الآخرين لرؤية ما تراه . والإيماءات التي تستحق القيام بها هي تلك المولودة في لحظتها .
تعليقات